طبيعة الحرب الحديثة الآن هي حرب أسلحة مشتركة حيث أنها تقوم علي أساس من التعاون بين الأفرع الرئيسية لقوات المسلحة بأي دولة فلا يمكن لفرع أن تقوم بتنفيذ المهام المكلف بها منفردا بل لابد من قيام الأفرع الأخري بمعاونته علي تنفيذ المهام لضمان نجاحه. وهو ما وضح جليا في دور القوات البحرية في حرب أكتوبر حيث كان رئيسيا في إنجاح عملية أقتحام القوات المصرية المسلحة لقناة السويس وتدمير خط بارليف وتأمين الجيوش بعد أن مهدت ضفادعها البشرية الطريق لذلك قبل الحرب فقد كانت حرب أكتوبر بمثابة المرة الأولي التي يتاح فيها للقوات البحرية ممارسة نشاطها القتالي وفقا للأسلوب العلمي السليم بخلاف الجولات السابقة لحروب مع إسرائيل. فقد سبق حرب73 إعداد القوات البحرية من جميع الوجوه قبل بدء القتال حيث تم التخطيط لاستخدام القوات بصورة فعالة وفي حدود الأمكانات والقدرات الحقيقية المتوافرة لها مع الأستفادة لأقصي حد بنواحي القوة والتميز لقواتنا حيث استمت حرب أكتوبر بجميع خصائص الحرب البحرية الحديثة مع اتساع المسرح وسرعة تطور الموقف واستخدام جميع الأسلحة البحرية المتطورة واستخدام وسائل الحرب الألكترونية لأول مرة بالأضافة إلي أن التعاون الوثيق مع البحرية السورية كان أحد ملامح هذه الحرب مما أجبر إسرائيل علي القتال في اكثر من اتجاه وهو ما لم يحدث من قبل. فخلال عمليات السادس من اكتوبر73 تمكنت القوات البحرية من تحقيق جميع المهام القتالية التي أسندت اليها بنجاح تام بالرغم من عدم وجود تفوق في القوات الضاربة الرئيسية المتوافرة لدينا وتوافر تفوق جوي لدي العدو وهو ما يرجع بالدرجة الأولي لحسن التخطيط في استخدام القوات والأسلحة المتاحة. فقد كان إعتماد اسرائيل كليا علي الأمداد البحري اقتصاديا عسكريا يعطي مهمة التعرض لخطوط مواصلاته البحرية أهمية عظمي في مجال الصراع المسلح ولذلك اتجهت القوات البحرية المصرية إلي ممارسة هذه المهمة بتوسع وإصرار مستغلة مختلف التشكيلات البحرية من غواصات وسفن سطح ووحدات بحرية خفيفة ومما ساعد علي تحقيق المهمة طبيعة مسرح العمليات حيث توافرت مناطق حاكمة مثل مضيق باب المندب ومنطقة مدخل خليج السويس بمسرح عمليات البحر الأحمر بالأضافة إلي تعاون الدول العربية الشقيقة وبعض الدول الأفريقية الصديقة. الضفادع البشرية خلال تدريباتها وكان لاتخاذ قرار تعميق النشاط البحري وإبعاده عن النطاق التكتيكي لدفاعات ومطارات العدو بآلاف الكيلو مترات أكبر الأثر في مفاجأة العدو وارباكه حيث تعود علي نوع محدود من النشاط البحري يتركز في المناطق المتأخمة لسواحله ولم يكن مستعدا علي الأطلاق لمجابهة أي نشاط بحري علي المستوي الأستراتيجي التعبوي وبأحكام السيطرة علي الملاحة عبر مضيق باب المندب أمكن هدم إحدي نظريات الأمن الأسرائيلي حيث كان يعتد أنه بإستمرار وجوده بشرم الشيخ يستطيع أن لخطوط مواصلاته إلي ميناء إيلات عبر مضيق تيران بما يضمن إستمرار تدفق البترول إليه سواد من منطقة الخليج العربي أو من خليج السويس. أمر آخر فوجيء به العدو خلال حرب73 فللمرة الأولي أيضا تم استخدام متقن لسلاح اللغام البحرية التي تفتقر بحريته لوسائل كسحها وقد أدي استخدام هذا السلاح إلي غلق خليج السويس أمام حركة الملاحة البحرية المعادية وغرق عدد كبير من وحداته التي حاولت عبور الخليج كل ذلك علاوة علي تطوير وسائل زرع هذه الألغام البحرية خلال العمليات مما أتاح زرعها بمناطق غير منتظرة وفي سرية كاملة مما زاد من ارباك العدو. كما تمكنت القوات البحية من تحقيق التأمين الكامل للنطاق التعبوي والموانيء الرئيسية ما هيأ المحافظة عي حركة الملاحة وتأمين وصول الأمدادات المختلفة وعدم اتاحة الفرصة لقيام العدو بزي عمليات ضد خطوط مواصلاتنا أو عمليات خاصة تهدف إلي تعطيل ميناءي الأسكندرية وسفاجا, طوال فترة القتال وقصر نشاطه عي تنفيذ قصفات نيرانيه طائشة بمدفعية زوارق الصواريخ في مناطق غير مدافع عنها في اتجاهات ثانوية لم ينتج عنها أي خسائر. كما قام العدو بمجابهة سفن الصيد غير المسلحة بغرض تحقيق مكاسب وعاتية وان استغل ما لديه من زوارق صاروخية حديثة وتفوق جوي في تكبيد البحرية المصرية بعض الخسائر في الزوارق الصاروخية ولكن دون أن يحقق ذلك أي مكسب تعبوي.