في مناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية والذي يوافق الثامن من سبتمبر من كل عام أقامت مكتبة القاهرة الكبري ندوة ثقافية أدارها ياسر عثمان مدير المكتبة عن دور المكتبات العامة وكيفية محو الأميات الثلاث, الهجائية, والثقافية والمعلوماتية. وتحدث فيها د. محمد سالم غنيم استاذ المكتبات والمعلومات بجامعتي القاهرة والرياض عن خطورة الأمية وانتشارها في المجتمع وحدد لها هرما يبدأ بقاعدة الأمية القرائية التي تتعدي نسبتها في مصر40% مما يعد مؤشرا خطيرا يوضح مدي اتساع نسبة التسرب من التعليم, ثم الأمية الثقافية المعرفية ومواجهتها تحتاج دوما الي توعية وقراءة دائمة لأن الثقافة معرفة متجددة وتأتي في التسلسل الهرمي الأمية الحاسوبية, وهي عدم معرفة التعامل مع جهاز الحاسب الآلي. ثم الأمية المعلوماتية وتعني عدم معرفة استخدام المعلومات في الحصول علي معلومات جديدة من خلال استخدام قاعدة البيانات علي شبكة الإنترنت, وتأتي الأمية العلمية التخصصية علي قمة الهرم وهذا مجال متخصص كالسياسة والاقتصاد والقانون وغير ذلك. وحدد د. غنيم الدور المباشر والفاعل في مواجهة تلك الأميات بتفعيل برامج للقضاء علي الأمية القرائية من خلال برامج محو الأمية والأمية الثقافية المعرفية من خلال برامج نشر الثقافة والمعرفة والأمية الحاسوبية من خلال برامج الحصول علي الرخصة الدولية في قيادة الحاسب الآلي, والأمية المعلوماتية من خلال برامج التوعية المعلوماتية, والأمية العلمية التخصصية من خلال برامج تبسيط العلوم. ووضع د. غنيم تشكيلا مكتبيا من خلال هرم آخر للمكتبات يبدأ بالقاعدة العريضة عند المكتبات المدرسية وهي أول تعامل مابين التلميذ والكتاب من خلال كتب معرفية مبسطة ثم المكتبات العامة التي تعتبر جامعة الشعب ودورها تثقيفي تعليمي, أيضا المكتبات الجامعية وهي المكتبات المركزية داخل الحرم الجامعي, وتقدم خدمات في مجالات خاصة وعامة للطلبة والباحثين والأكاديميين. ثم المكتبات المتخصصة التي تقدم معلومات وخدمات متخصصة جدا. وتأتي المكتبات الوطنية علي قمة الهرم المكتبي ومنها مكتبة واحدة فقط في مصر وهي دار الكتب. ويري د. غنيم أن العامل الأساسي والفاعل في القضاء علي الأمية يأتي عبر مجموعة برامج منها الندوات الثقافية العامة, وتنظيم دورات للحاسب الآلي وعقد ورش عمل وبرامج محو الأمية الهجائية, وتعريف المجتمع بالمكتبة ودورها التثقيفي, وتقديم برامج لتبسيط العلوم, والعمل علي زيادة النشر العلمي والثقافي من خلال برامج التوعية المعلوماتية. وقد خرج اللقاء الثقافي بعدد من التوصيات منها أن نشر الثقافة والتعليم هما قاطرة التنمية والتقدم. وأهمية تفعيل دور المكتبات ومراكز البحث والمعلومات من خلال التواصل مع المجتمع, مع ضرورة تبسيط العلوم عند تقديم المعلومات لغير المتخصصين.