استطاعت مكتبة الإسكندرية أن تحرك المياه الساكنة في الحياة الثقافية المصرية. بل والعربية وأن تقدم حوارات ثقافية وحضارية متنوعة طوال تسع سنوات. في مجالات: الفنون. التاريخ. الأدب. الدراسات العلمية. الفلك. الآثار والسياسة. ولم تغفل الأطفال والشباب في أنشطتها. لقد احتضنت المكتبة شباب الأدباء وخصصت لهم ندوة أسبوعية من خلال مجموعة "إطلال" الأدبية. ثم قامت بتنظيم "مختبر السرديات" الذي يتبني المواهب الأدبية في القصة والرواية والنقد. ويقوم باستضافة الأدباء والمثقفين من مصر والعالم العربي من أجل إقامة حوار بينهم وبين الأدباء في الإسكندرية. كما تنظم المكتبة نشاطاً دورياً خاصاً للأطفال والنشء خلال فصل الصيف من خلال مركز القبة السماوية تتواصل به مع كل الأسر المصرية. تقوم فيه بتعليم الأطفال التجارب العلمية بشكل مبسط وتعلمهم الكثير من مبادئ الأبحاث العلمية وعمل البحث علي شبكة الإنترنت. بالإضافة إلي مكتبة الطفل ونشاطها المستمر طوال السنة. إن الحراك الثقافي والفكري الذي قامت به مكتبة الإسكندرية في المجتمع المصري يشهد عليه كثيرون. ولا يمكن لهذا الحراك الثقافي الضخم أن نختزله في شخص أو مجموعة أشخاص. وإنما يجب أن نعلم أن وراءه جيش هائل من العاملين بالمكتبة معظمهم شباب متوسط أعمارهم تسع وعشرون عاما. هكذا بدأ السفير علي ماهر سفير مصر السابق في فرنسا. ومستشار مدير مكتبة الإسكندرية والمشرف علي المكتبة الدولية بالمكتبة حديثه. مضيفاً أن العالم يقف مذهولا من هذا التدافع المحموم علي التكنولوجيا الحديثة التي يبدو بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر أن لها عظيم الأثر في إعادة تشكيل الخريطة السياسية للمجتمعات كلها دون استثناء في الحاضر والمستقبل. ومن هذا المنطق تأتي الأهمية الفائقة لمكتبة الإسكندرية. ودورها كمؤسسة ثقافية دولية ليس فقط مكتبة تضم بين جنباتها عدداً من الكتب. فهي بالفعل نافذة العالم علي مصر مثلما هي نافذة مصر التي تطل منها علي العالم الحديث. أوضح أن هذا العالم يتطور بشكل كبير وفي اندفاع لم نر له مثيلا في العصور السابقة. حتي أصبحت المعلومات تتدفق فيه من غرب الأرض وشرقها في سرعة رهيبة جعلت العالم يعيش حروباً أخري غير تلك التي عاشتها البشرية في التاريخ القديم. حروباً لم تعد أسلحتها القنابل والصواريخ كما كانت من قبل. لكن سلاحها الأكيد هو سلاح المعرفة. ولهذا لا يكون من قبيل المبالغة أن نطلق عليها "حروب المعلوماتية". ومن هنا تأتي أهمية وخطورة الدور الذي لعبته وتلعبه مكتبة الإسكندرية منذ افتتاحها في بدايات القرن الحادي والعشرين حتي هذه اللحظات الحرجة من تاريخنا المعاصر. * لكن هناك من الخبراء من يرون أن مكتبة الإسكندرية يجب أن تقوم بدور أي مكتبة في العالم من حيث احتوائها علي الكتب؟ ** هذا تفكير خاطئ لأن مكتبة الإسكندرية لا يصح التعامل معها بوصفها بنية أساسية تتصل بالعصب الحساس في كيان الأمة المصرية. وهي تتصرف من منطلق الدور التاريخي الذي لعبته مصر في محيطها الجغرافي والتاريخي. ومن هذا المنطلق فإن المكتبة في ظل تزايد الحقول المعرفية وتنوع المصادر الثقافية واختلافها البين. فقد حرصت علي تنمية مقتنياتها من المصادر التقليدية كالكتب والرسائل العلمية والدوريات والمخطوطات وغيرها من الأوعية المعرفية القديمة. إضافة إلي المستجدات الحديثة التي نتجت عن التطور التكنولوجي الهائل في العصر الحديث مثل الموارد الالكترونية التي أصبحت علي درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للباحثين والمتخصصين. خاصة في مجال العلوم الطبيعية الحديثة. وكانت تنطلق في هذا من خلال كونها مكتبة عامة لا تخص الباحثين المصريين فقط. وإنما تمارس هذا الدور في إطار العالم العربي ومنطقة البحر المتوسط وأفريقيا. وتقوم المكتبة باستقبال الباحثين من شتي أنحاء العالم. * ولكن كيف تنمي مكتبة الإسكندرية مقتنياتها؟ ** تقوم المكتبة بتنمية مقتنياتها من أوعية المعلومات العامة والمتخصصة وفقاً لسياسة تنمية المقتنيات. والتي تحدد كيفية اختيار أوعية المعلومات التي تقوم المكتبة باقتنائها. وأولوليات الاقتناء. ومستويات تغطية كل موضوع بما يتناسب واحتياجات. وكيفية تكوين وتحديث المجموعات. وذلك لجميع أنواع وأشكال أوعية المعلومات مطبوعة كانت أم إلكترونية. من كتب ومراجع ودوريات علمية ومواد سمعية بصرية ووسائط متعددة وقواعد بيانات.. إلخ وقد تم وضع هذه السياسة لتفي بمتطلبات مكتبة الإسكندرية كمكتبة مصرية ذات طابع عالمي تقوم بخدمة جمهورها وفقاً لأحدث تقنيات القرن الحادي والعشرين. وروعي فيها الاسترشاد بالدراسات السابقة التي أعدها خصيصاً للمكتبة. منذ المراحل الأولي لمشروع إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة. عدد من الخبراء المصريين والدوليين المتخصصين في مجال علوم المكتبات والمعلومات. ومن أهم هذه الدراسات تلك التي قام بها الأستاذ الدكتور محمد أمان "عميد مدرسة علوم المعلومات والمكتبات بجامعة ويسكونسن في ميلووكي" بتكليف من منظمة اليونسكو في تسعينيات القرن العشرين إبان اضطلاع منظمة اليونسكو بالإشراف علي مشروع إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة. وما أعقب ذلك من تحديث لهذه الدراسة من جانب مستشاري مشروع إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة وخاصة من المتخصصين في مجال تنمية المقتنيات من المكتبة البريطانية واستشاريين فرنسيين ونرويجيين. ومن الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما تتلقي المكتبة العديد من الإهداءات من أفراد ومؤسسات وحكومات "محلياً وعالمياً". من بينها- وأحدثها- الإهداء الذي تقدمت به الحكومة الفرنسية للمكتبة والذي يتمثل في حوالي 488 ألف كتاب باللغة الفرنسية. كدليل علي عمق العلاقات الثقافية المصرية الفرنسية. كما تحصل المكتبة من خلال الإيداع علي المطبوعات الرسمية للعديد من المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة وعددها من منظماتها. والبنك الدولي. وجامعة الدول العربية وعدد من منظماتها. والاتحاد الأوروبي. وأيضاً العديد من المؤسسات الحكومية المصرية كمركز معلومات مجلس الوزراء المصري. والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. إلي جانب المواد المطبوعة. تولي مكتبة الإسكندرية اهتماماً خاصاً بإتاحة مجموعة كبيرة ومتنوعة من الموارد الالكترونية. والتي تفيد بالدرجة الأولي الباحثين للوصول إلي أحدث الدراسات العلمية. إثراء لحركة البحث العملي. وفي هذا الصدد. تقدم المكتبة للباحثين حوالي 60 ألف دورية و90 ألف كتاب. من خلال اشتراكات المكتبة في 41 قاعدة بيانات متخصصة. والتي تضم مجموعات ثرية ومتنوعة من المقالات العلمية. وفصول الكتب. والأبحاث المقدمة في المؤتمرات. والرسائل الجامعية. والبيانات الإحصائية. وتتنوع قواعد البيانات ما بين إتاحة النصوص الكاملة أو المستخلصات أو البيانات البيليوجرافية لهذه المواد. * لماذا لا تقوم مكتبة الإسكندرية بالدور الذي تقوم به دار الكتب المصرية؟ ** إن المكتبات الوطنية في العالم لا توجد إلا بمعدل مكتبة وطنية واحدة علي مستوي كل دولة. لها دور محدد وأساسي في حفظ ذاكرة الأمة عن طريق الإيداع القانوني لجميع المطبوعات الصادرة بهذا البلد. وقد تساندها مكتبة أو اثنتان في بعض التخصصات البحثية الهامة بالنسبة للبلد. فمثلاً مكتبة الكونجرس "أكبر وأهم مكتبة في العالم" هي المكتبة الوطنية للولايات المتحدة تساندها المكتبة الوطنية الزراعية والمكتبة الوطنية الطبية وهما متقاربتان مع مكتبة الكونجرس في وقت الإنشاء. ومصر بها دار الكتب والوثائق القومية "التي تضم أكبر وأهم المجموعات التراثية في الوطن العربي. وثاني أهم مجموعة تراثية إسلامية علي مستوي العالم بعد مكتبة تريا الوطنية". وبها المكتبة الوطنية الزراعية المصرية. وبالتالي فدور مكتبة الإسكندرية يختلف عن دور دار الكتب المصرية. * ما هي الخدمات التي تقدمها المكتبة للباحثين؟ ** تستقبل المكتبة الرئيسية الجمهور العام والباحثين من سن 16 سنة. وتحرص علي خدمة قرائها من خلال 10 مكاتب للخدمات المرجعية موزعة علي المستويات المختلفة للمكتبة. كما تقوم بتقديم الخدمات المرجعية من خلال التليفزيون والبريد الالكتروني. وقد بلغ عدد الأسئلة التي تمت الإجابة عليها خلال العام الماضي 256 ألفا و439 سؤالا. وتتبع المكتبة في الأساس نظم الأرفف المفتوحة الذي يضمن للقارئ أكبر قدر من الاستقلالية. غير أن ذلك لا ينطبق علي الرسائل العلمية والدوريات. التي يتم الاحتفاظ بها في المخازن نظراً لكبر عددها. ويمكن طلبها من خلال مكتب خاص. وقد بلغ عدد الطلبات خلال العام الماضي 34 ألفا و133 طلبا. أيضاً يوجد حجز جهاز كمبيوتر: ويمكن من خلاله البحث في موارد المكتبة. واستخدام الانترنت. واستخدام برامج word و excel و powerpoint. وحفظ الملفات. وإرسالها بالبريد الالكتروني. وخدمات التصوير الضوئي والمسح الضوئي والطباعة. وكذلك هناك دورات إرشادية لجمهور المكتبة عن كيفية البحث في موارد المكتبة. ومهارات البحث المعلوماتي. والتوعية العامة. ويقوم قطاع المكتبات بتنظيم أنشطة مختلفة للكبار حول الكتب والقراءة: مثل نشاط القراءة المسرحية "باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية. مرة كل شهر لكل لغة" ونشاط القراءة الشعرية "مرة كل شهر باللغة العربية". وفعاليات خاصة مثل القراءة الكبري التي اشترك في أنشطتها 1400 قارئ في عام 2010. بما في ذلك مجموعة من الصم والبكم. كما تقدم خدمات خاصة للباحثين مثل: طلب البحث في قواعد البيانات "من خلال ملء الاستمارة المخصصة لذلك بمكاتب الخدمات المرجعية". والمقابلات البحثية. * وهل هناك خدمات خاصة مقدمة للأطفال في المكتبة؟ ** لدنيا مكتبة الطفل "من سن 6 إلي 11 سنة" فتشمل قراءة وبحث وإيداع. ومن الأولويات التي تهتم بها مكتبة الطفل تلبية رغبات واحتياجات الأطفال من خلال وضع الأسس الخاصة باحتياجات الأطفال. ونقل القراءة من مجرد مهارة يتم تنميتها. إلي متعة لا يمكن الاستغناء عنها. ومكتبة الطفل هي إحدي المكتبات المتخصصة في مكتبة الإسكندرية. وتقدم خدمات تعليمية وترفيهية وثقافية للأطفال من سن 6 إلي 11 سنة. وتضم قاعة للإطلاع. ومختبراً للحاسب الآلي. وركناً لرواية القصص وعروض الدمي المتحركة. وقاعة لعروض الفيديو. وحجرة للأنشطة المختلفة. وركناً للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وركناً لأولياء الأمور. إن أفضل الطرق لتشجيع الأطفال علي حب القراءة هو إشراكهم في الأنشطة. والألعاب. والبرامج التي تدعم العملية التعليمية. فقد قدمت المكتبة علي مدار الأعوام السابقة العديد من الأنشطة مثل: برنامج مهارات البحث. حكي القصص. مجلة الحائط باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. ومحاضرات في مجالات مختلفة مثل الحفاظ علي الأسنان. ورش للموهوبين في الخط العربي. ورشة الكتابة الهيروغيليفية. ورشة الشعر والإلقاء. برنامج علماء صغار لتبسيط العلوم. امرح مع العلوم. اكتشف عالمك. أ ب كمبيوتر. مشروع "كتابي الالكتروني والمطبوع". والعديد من البرامج التي تهدف لتنشيط القراءة مثل جواز سفر القراءة. هل تعلم. السائح الصغير. وورش عمل فنية. واجتماع أولياء الأمور. جدير بالذكر أن المكتبة تقدم جميع الأنشطة بالمجان. وتخدم جميع مراحل العمر. كما تقوم المكتبة بزيارة مدارس محافظة الإسكندرية. وتقدم لهم العديد من البرامج مثل مشروع "كتابي الالكتروني والمطبوع". حكي القصص وأحاديث الكتاب. برامج لتبسيط العلوم. وقد بلغ عدد زوار مكتبة النشء خلال عام 2010 ما يقرب من 12000 زائر تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلي 17 سنة. كما أن هناك مكتبة الفنون والوسائط المتعددة والتي تضم مجموعة ثرية من المواد المطبوعة وغير المطبوعة في شتي المجالات الفنية من العمارة والفنون والمسرح والسينما والتصوير والموسيقي. ومن أهم الخدمات التي تقدمها مكتبة الإسكندرية هي مكتبة طه حسين للمكفوفين وضعاف البصر والتي تقدم تدريباً لمستخدمي المكتبي علي كيفية استخدام برامج الكمبيوتر الناطقة المتاحة بالمكتبة. وتوفر لهم العديد من الخدمات المجانية مثل: استخدام الحاسب الآلي للمبتدئين واستخدام الماسح الضوئي "scanner" باستخدام برامج متخصصة لتحويل النص المكتوب إلي صوت مسموع وبرايل. وتوفير مجموعة من الكتب المسجلة علي شرائط كاسيت. مجموعة من الكتب الالكترونية. وطباعة أية نصوص لمستخدمي المكتبة بطريقة برايل لتلبية احتياجات الطلبة والباحثين. توفير مجموعة من الكتب والدوريات والمراجع بطريقة برايل. وتوفير مجموعة من غرف البحث للطلبة والباحثين من المكفوفين للقراءة والإطلاع. وتوفير مجموعة من المتطوعين المبصرين لمساعدة الطلبة والباحثين المكفوفين في القراءة والاستذكار. وتوفير الكتب الرقمية الالكترونية بطريقة الديزي "daisy". وتنظيم مجموعات من الأنشطة وورش العمل الفنية التعليمية للأطفال والنشء من المكفوفين. وتوفير دورات تدريبية مجانية لمستخدمي المكتبة علي "التقنيات الأساسية لكيفية استخدام العصا البيضاء في الحركة". وتوفير دورات تدريبية مجانية لتعلم طريقة برايل للمبصرين. * ولكن هل أسهمت مكتبة الإسكندرية في تطوير علوم المكتبات والمعلوماتية؟ ** لقد خطت مكتبة الإسكندريةالجديدة رغم حداثة عهدها خطوات عملاقة ليس فقط في سبيل توفير خدمات المعلومات والخدمة المكتبية المتميزة. بل أيضاً في التعاون الوثيق والشراكات مع أكبر المكتبات والمؤسسات المعنية بالمكتبات في العالم من خلال مشروعات رقمية كبري ومشروعات لتطوير أدوات عمل لأخصائيي المكتبات والمعلومات في العالم. مثل تعاونها مع مكتبة الكونجرس واليونسكو في مشروع رقمي عملاق لأكبر مكتبة رقمية عالمية. كما أطلقت منذ ثلاثة أعوام مشروع مرصد المعرفة العربي والذي يهدف لتطوير وتوحيد الممارسات المكتبة لأخصائيي المعلومات والمكتبات في العالم العربي عن طريق توفير أدوات فهرسة وتصنيف شاملة وعميقة التغطية ومواكبة لأحدث الممارسات الدولية. ومتوافقة مع أهم المعايير العالمية. وبالاستعانة بأساتذة ومؤسسي علم المكتبات الكبار في مصر. لاعبة بذلك دوراً جوهرياً في علم المكتبات العربي. وتقوم مكتبة الإسكندرية بتقديم التدريب العملي بالمكتبة لطلبة أقسام علوم المكتبات بمختلف الجامعات المصرية. لتوفير التكامل بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي في هذا التخصص. ونظراً لما تتمتع به المكتبة من مكانة مرموقة علي مستوي العالم. فقد تم اختيارها من بين العديد من المكتبات المتنافسة لتصبح المركز الممثل للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات "الإفلا" في الدول العربية وذلك في أغسطس 2007 في مؤتمر الإفلا السنوي في دربن بجنوب أفريقيا. والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات "الإفلا" هو الكيان الرائد والصوت المهني الدولي في مجال المكتبات وخدمات المعلومات منذ عام 1927. تصدر من خلاله أهم الإرشادات والمعايير المهنية العالمية. ويمكن اخصائي المكتبات والخبراء والمتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات من التواصل الدائم من خلال شبكة الإفلا الدولية.