رغم أن البعض يرفع دون وعي شعار تصنيع سيارة مصرية الا أن هناك مجالا واعدا تمتلك فيه مصر مميزات نسبية كبيرة من الأفضل أن تركز عليه في المرحلة المقبلة وهو قطاع الصناعات المغذية للسيارات ومكوناتها هذا القطاع ينمو بشكل كبير عالميا. حيث تتجه كل شركات تصنيع السيارات العالمية الي تجميع المكونات وذلك للحصول علي أفضل الأسعار وأعلي جودة لمواجهة المنافسة الشديدة في سوق السيارات ولذلك تجاوزت صناعة وتجارة مكونات السيارات في السوق العالمية تريليون دولار سنويا طبقا لاحصاءات عام.2010 الحدث العالمي الذي يبرز أهمية وقيمة قطاع الصناعات المغذية للسيارات ومكوناتها في العالم هو معرض أوتوماتيكا الذي تنظمه هيئة معارض فرانكفورت الي جانب عدد من المعارض الخارجية الاقليمية سنويا تغطي الأقاليم الجغرافية علي خريطة العالم. انتهت دورة2012 للمعرض في مدينة فرانكفورت في16 سبتمبر الحالي بمشاركة13 شركة مصرية من بين4593 شركة من73 دولة من جميع قارات العالم, ونظرا لمشاركة المصرية في المعرض بالتعاون مع الشركة الممثلة لهيئة معارض فرانكفورت في القاهرة هيئة المعارض المصرية التي تمثل الحكومة المصرية والمجلس التصديري للصناعات الهندسية وغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية. الندوات المتخصصة والمؤتمرات وعدد الزائرين يكشف الأهمية المتزايدة لقطاع مكونات السيارات والخدمات المتعلقة بها كمحطات الصيانة والوقود خاصة أن العرض خصص قاعة كبري لعرض أحدث المبتكرات في هذا القطاع وركز وقدم جوائز للمبدعين في مجالات المبتكرات الحديثة التي تتبني قواعد الادارة الخضراء أو المقصود بهما الموفرة للطاقة والتي تستخدم المواد غير الضارة بالبيئة والقابلة لاعادة التدوير في صناعة مكونات السيارات وقدمت الشركات الألمانية عروضا متميزة للمستقبل فيما يتعلق بالسيارة الكهربائية التي باتت قريبة جدا من دخول السوق لتصبح سيارة شعبية في ألمانيا حيث استعدت الحكومة بالتوسع في انشاء محطات شحن السيارات بالكهرباء علي الطرق كما شاركت لأول مرة في المعرض شركات تصنيع المعدات الكهربائية باعتبارها صناعة مغذية للسيارات في المستقبل القريب. وكشف السيد ديتلف براون عضو مجلس الادارة التنفيذي لهيئة معارض فرانفكورت الألمانية الأهمية المتزايدة لقطاع مكونات السيارات ومحطات الاصلاح والصيانة والوقود من خلال استعراضه لاستثمارات الشركات الألمانية العاملة في هذا القطاع والتي تشارك معه في توسعات مستمرة علي أرض معارض فرانكفورت لتلبي الطلب المتزايد علي المشاركة في المعرض الذي يحتل أكبر تجمع لخبراء وصناع القرار في شركات السيارات والصناعات المغذية لها حيث قال ان حجم الأموال المستثمرة في شركات تصنيع مكونات السيارات واكسسوراتهما في ألمانيا بلغ96 مليار يورو وبلغ حجم تجارة الجملة والتجزئة في هذا القطاع9 مليارات يورو وحجم الأموال المستثمرة في شركات صيانة السيارات في ألمانيا بلغ4 مليارات يورو وأما قطاع الصناعات الكهربائية الألمانية الذي انضم حديثا الي قطاع الصناعات المغذية للسيارات في ألمانيا وذلك استعدادا لانتاج السيارات الكهربائية بشكل تجاري فقد بلغ حجم استثماراتها76 مليار يورو. وبمقارنة بسيطة فان استثمارات الشركات الألمانية في قطاعات الصناعات المغذية للسيارات وخدماتها يتجاوز حجم أكبر ميزانية في تاريخ الدولة المصرية( حوالي تريليون جنيه مصري في ميزانية2011 2012). كثير من دول العالم ليست لها شهرة عالمية في صناعة السيارات وتركز علي الصناعات المغذية والمكونات مثل الهند وتايوان التي شاركت في المعرض ب482 شركة وتركيا241 شركة وهونج كونج64 شركة باعتبار هذا القطاع واعدا ويحقق نموا اقتصاديا وقيمة مضافة عالية وكثيف استخدام العمالة, ولكن ماهو مستقبل هذا القطاع في مصر ماهي فرض في النمو وتحدياته ومشكلاته؟ الدكتور أحمد فكري عبد الوهاب نائب رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات يجيب قائلا: لدينا فرص كبيرة للنمو ومميزات نسبية عالية في هذا القطاع ووزير الصناعة والتجارة الخارجية الحالي يوليه أهمية خاصة, ويضيف محذرا: أخطر مايواجهه هذا القطاع في مصر هو عشوائية السوق وانتشار ظاهرة مكونات وقطع غيار السيارات غير المطابقة للمواصفات والجودة في السوق المصرية, وهذا يشكل تهديدا خطيرا للشركات المصرية العاملة في هذا القطاع والتي تلتزم بالمواصفات والجودة العالمية ليس هذا فقط بل يمثل خطرا كبيرا علي أرواح المصريين ومعظم حوادث السيارات في مصر تأتي من استخدام قطع الغيار والمكونات غير المطابقة للمواصفات نحتاج إلي وقفة حاسمة ورادعة للقضاء علي هذه التجارة غير المشروعة لضمان استمرار الشركات الملتزمة في توسيع نشاطها. ويضيف السيد حمدي عبد العزيز رئيس غرفة الصناعات الهندسية لدينا فرص كبيرة لزيادة صادراتنا في هذا القطاع وضخ استثمارات جديدة وجذب شركات عالية للعمل في السوق المصرية, وقد أعددنا استراتيجية متكاملة للنهوض بهذا القطاع الواعد المشكلات والحلول والفرص وسيتم عرضها علي وزير الصناعة قريبا. بينما تؤكد السيدة ليلي المغربي المدير التنفيذي للمجلس التصديري التي حرصت علي تنظيم لقاءات للشركات المصرية مع المشاركة في المعرض مع مصنعين ومستوردين من البرازيل وانجلترا وتركيا لتعد صفقات اننا نركز في المجلس التصديري للصناعات الهندسية علي تنمية وزيادة الاستثمارات في قطاع الصناعات المغذية للسيارات باعتبارها قطاعا واعدا يوفر آلاف فرص العمل الجيدة سواء من خلال التصنيع المشترك مع شركات عالمية والتصدير إلي الأسواق الخارجية أو من خلال توفير الدعم والمساندة للشركات المصرية لزيادة ثرواتها التنافسية علي التصدير خاصة أن لدينا اتفاقات تجارية حرة مع معظم الدول تتيح لنال دخول اسواق هذه الدول من دون جمارك.