الماء هو النعمة الكبري والمنة العظمي التي أنعم الله بها علي بني البشر جعل الله الماء أحد أنواع النعيم لأهل الجنة.كما نهي الرسول صلي الله عليه وسلم عن منع الماء حتي لا يؤدي هذا المنع إلي الإضرار بأي كائن حي كما جعل إعطاءه وبذله صدقة توجب الجنة ونهي عن الإسراف فية ( عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ فقال: ما هذا السرف؟ قال: أفي الوضوء إسراف ؟ قال: نعم وإن كنت علي نهر جار). هذة دعوة عامة لكل البشر بعدم الإسراف في إستخدام الماء وضرورة المحافظة عليه. و قال الله عز وجل: وجعلنا من الماء كل شئ حي فمصر هبة النيل كما قال المؤرخ اليوناني هيرودوت إن النيل هو شريان الحياة لكل المصريين ولكن مشكلة تلوث مياهه وصلت إلي مرحلة شديدة الخطورة حيث أن المياه غير صالحة للإستخدام الآدمي وإنه من أبسط حقوق الإنسان طبقا للدساتير والإتفاقيات الدولية هو حصولة علي كوب ماء نظيف وصرف صحي آمن ولكن الآن أصبح كوب ماء نظيف هو حلما من أحلام المصريين فهل يتحقق هذا الحلم... إننا أمام مشكلة غاية الخطورة:- إننا أمام إختلاط مياه النيل بالصرف الصحي. أمام المئات من المصانع التي تلقي بمخلفاتها الكيمائية في النيل. أمام المئات من الفنادق العائمة التي تلقي بمخلفاتها وصرفها الصحي بدون معالجة في النيل. أمام جهل وقلة وعي الكثير من الناس, حيث يتخلصون من القمامة والحيوانات والطيور النافقة في النيل. إننا أمام الزئبق والرصاص والكادميوم والزرنيخ وهي عناصر ثقيلة موجودة في المخلفات الصناعية ولها آثارها القاتلة علي الكائنات الحية من إنسان ونبات. إننا أمام محطات لتنقية مياه الشرب متهالكة. إننا أمام كائنات حية مرئية وغير مرئية بمياه الشرب مثل البكتريا والفيروسات وبعض الطحالب والنباتات المائية وملوثات عديدة عن طريق مياه الصرف. إننا أمام حالات من التسمم والتيفويد والإسكارس والبلهارسيا والكبد الوبائي. إننا أمام مليارات الجنيهات تنفق علي الأمراض التي تسببها مياه الشرب الملوثة. لو انفقت هذه المليارات علي مشروعات لتنقية المياه وتطوير شبكات التنقية وزيادة الوعي الصحي وكيفية المحافظة علي نظافة النيل وكيفية ترشيد استهلاك المياه عن طريق وسائل الاعلام المختلفة وعن طريق عمل محاضرات للتوعية في القري والمناطق العشوائية... إننا بحاجة إلي التنسيق والتعاون بين الوزارات المعنية مثل وزارة الإسكان والمرافق ووزارة الزراعة وإستصلاح الأراضي ووزارة البيئة فيجب أن تتظافر الجهود جميعا لتنمية الموارد المائية وتحسين كفاءتها وحماية الصحة العامة والبيئة ومنع وصول أي ملوثات إلي مياه الشرب ومعالجة مياه الصرف وزيادة محطات تنقية المياه, فهناك تحديات تواجه قطاع مياه الشرب والصرف الصحي مثل ندرة الموارد المائية وضعف الأداء المالي وتداخل أداء بعض الجهات مثل الجهاز التنظيمي والشركة القابضة.... بالإضافة إلي نقص الخبرات والكفاءات وغياب النظم الإدارية الحديثة وغياب الخطط الإستراتيجية محددة الزمن للإنتهاء من المشروعات المفتوحة كل هذا يؤثر بالسلب علي جودة المياه ولكن ما زال الأمل كبيرا في ظل وجود هذة الحكومة الرشيدة التي تتعلق بها آمال كل المصريين لنصل بمصرنا ونيلنا الحبيب إلي بر الأمان.. إلي كوب ماء نظيف وآمن لكل مصري.... فهل هذا حلم صعب المنال ؟؟؟