بعد الأحداث الأخيرة التى تسارعت لكى تدفع يوتيوب لحذف مقطع فيديو يسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، ورفض يوتيوب حذف هذا المقطع بدعوى حرية الرأى وأنه لا يخالف السياسات العامة للموقع. قررت بعض الحكومات فى الدول الإسلامية معاملة يوتيوب بالمثل وقررت أن تحجب موقع يوتيوب بالكامل من على خريطة الإنترنت بالبلاد لأن الموقع يخالف السياسات العامة للدولة مثل باكستان وبنجلادش وليبيا والسودان وأفغانستان.. والقائمة ستزيد. وتلك خطوة جاءت فى وقتها وتعكس تفهما كبيرا من قبل الدول والحكومات والأفراد لموقف إدارة يوتيوب وتعكس أيضا فكرة "المعاملة بالمثل".. فهذا حق يوتيوب فى عدم الحذف وعليها تحمل تبعاته وهذا حقنا فى حجب الموقع بصفة عامة. فتسارعت الحكومات هى أيضا بحجب الموقع بالكامل بمنطق حرية كل دولة وسيادتها على مواقع الإنترنت فى بلادها.. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل امتد إلى رفع عدة دعاوى قضائية على يوتيوب وجوجل المالك لموقع يوتيوب بدعوى الحض على الكراهية وتهديد الأمن والسلام الاجتماعى والإساءة للمعتقدات الدينية الإسلامية. كانت أولى هذه الدعوات القضائية بمصر تلاها أو سار معها جنبا إلى جنب عدة دعاوى أخرى فى معظم دول العالم الإسلامى بنفس المنطق وبنفس طريقة التفكير العملية (الاعتراض القانونى).. وطالبت عدة جوجل بالاعتذار عما حدث، وبدفع تعويض مادى أيضا بعد أن أصابت الشركة بفعلتها هذه أضرارا نفسية وأدبية ومعنوية بجموع المسلمين فى العالم. تلك الدعاوى ومن قبلها الحجب خطوات رائعة وعاقلة لالضرب بقوة على كل من تسول له نفسه العبث مع المقدسات الدينية للمسلمين.. بعيدا عن الاحتجاجات الغاضبة بدون عقل وبطريقة غير لائقة منها قتل السفير الأمريكى بليبيا تسيء لنا نحن المسلمين مثل إحراق السفارات والقنصليات وقتل السفراء والتنكيل بهم وإنزال أعلام السفارات. صاحب دعوات العقل أيضا.. الدعوة إلى التوقف عن استخدام محرك بحث جوجل يومى 24 و25 من الشهر الحالى.. دعوة إن استطعنا تنفيذها فنكون قد استطعنا الاتحاد لمواجهة إخطبوط عالم الإنترنت وهو جوجل والذى يتضخم كل يوم. هذا الأخطبوط يحذف مقطع فيديو بدعوى حماية الملكية الفكرية من على إحدى شركاته (مثل يوتيوب.. ويعرض آلاف المقالات والأبحاث العلمية والمنتديات والأخبار من على صحف ليست ملكا له.. وهو ما دفع الحكومة الألمانية إلى توقيع غرامية مالية عليه لأنه يستغل الملكية الفكرية لأشخاص حقيقيين واعتباريين فى تحقيق دخل له. ومع هذا فجوجل تكيل بمكيالين فهى ترفض حذف مقطع يسيء لرسولنا الكريم بدعوى حرية التعبير.. فى حين أنها تستغل الملكية الفكرية لملايين المواقع والمنتديات.. فأدعو القارئ إلى أن يجعل من جوجل مشاهدا جيدا لمشهد هى تدافع عنه وهو "حرية التعبير" وذلك بالامتناع عن استخدام محرك بحثها والذى يجلب لها ملايين الإعلانات السنوية والتى تتحول إلى مليارات فى البنوك.. والامتناع أيضا عن استخدام متصفح جوجل كروم فى هذين اليومين. Twitter: @astantawi [email protected] المزيد من مقالات أحمد سعيد طنطاوى