يعتزم موقع يوتيوب الشهير لتبادل مقاطع الفيديو، استغلال الانتشار الهائل لاستخدام الهواتف المحمولة ليتواجد على شاشاته كما ظهر على شاشات الكمبيوتر والإنترنت حيث أكد القائمون على الموقع أن مستخدمي المحمول سيتمكنون من الاستفادة من خدمات يوتيوب على هواتفهم بحلول العام القادم. وأكد ستيف تشين المشارك في تأسيس موقع "يوتيوب" الذي يعتبر أحد أكبر الشبكات الاجتماعية على شبكة الإنترنت، أن مستخدمي الهواتف المحمولة في العديد من مدن العالم سوف يتمكنون من استخدام الخدمات التي يقوم بتقديمها، مشيراً إلى أن أفلام الفيديو التي يتراوح وقتها بين نصف دقيقة إلى دقيقة ستكفي إحتياجات مستخدمي الهواتف المحمولة الذين يركبون المترو أو الحافلات، فيما ستكون الملفات التي يصل طولها إلى عشر دقائق ستكون كافية لمستخدمي القطارات. وشدد تشين على ضرورة أن تستفيد المواقع الإلكترونية من التطور الكبير الذي تشهده التكنولوجيا المستخدمة في شبكة الإنترنت في إمداد متصفحيها بمعلومات أكثر، ودرجة مرونة أعلى بحيث تمكنهم من الوصول إلى استخدام جميع الوسائل المتاحة لذلك، حسب ما أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط. وتأتي هذه الخطوة من يوتيوب فى الوقت الذي يواجه فيه الموقع تهمة انتهاكه لحقوق الملكية الفكرية حيث يواجه تحدياً قانونياً جديداً بعد أن قرر الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم وشركة أمريكية لتوزيع الموسيقى رفع دعوى قضائية ضده لاستخدامه مواد دون دفع مقابل لها. واتهم القائمون على الدوري الإنجليزى يوتيوب وشركة "جوجل" التي تملك الموقع بأنهما خرقا حقوق الملكية الفكرية بمعرفتهما من خلال تشجيع عرض شرائط فيديو خاصة بالدوري دون إذن. ويأتي ذلك في وقت تضاعفت القيمة التجارية للدوري خلال السنوات الأخيرة، إذ تبلغ قيمة حقوق البث الإذاعية والتلفزيونية والالكترونية للسنوات الثلاث القادمة 2.7 مليار جنيه استرليني، مما جعل حماية الحقوق الملكية من أولويات الدوري. ومن جانبها، أعلنت جوجل أن الدعوى القضائية تسيئ فهم حقوق الملكية الفكرية وتهدد الطريقة التى يتبادل بها مستخدمو الإنترنت مقاطع الفيديو بصورة شرعية. وأشارت إلى أن مثل هذه الدعاوى تهدد "التبادل الشرعي" للمعلومات والأخبار والمواد الترفيهية والتعبير السياسي والفني على شبكة الانترنت. ليس جديداً على يوتيوب =============== تعد قصة يوتيوب مع الدعاوى القضائية طويلة وتشمل العديد من الفصول غير المنتهية، ففي قضية ستتحول بالتأكيد إلى صراع رمزي بين مدرستين من العمل الإعلامي - بحسب رأي الخبراء - قررت شركة فياكوم Viacom الإعلامية الأمريكية، مقاضاة شركة جوجل Google، مالكة موقع يوتيوب You Tube لخدمات الفيديو على الإنترنت، للحصول على تعويض يفوق مليار دولار، بدعوى خرق حقوق الملكية الفكرية. واتهمت شركة فياكوم - التي تمتلك محطات "كوميدي سنترال تشانل" وتلفزيون MTV - موقع يوتيوب "بخرق دولي كبير لحقوق الملكية" بسبب سماحه لمستخدميه بتحميل برامجها الشهيرة، الأمر الذي قد يهدد خطط الموقع لتصدر قطاع الإعلان والترفيه. من جهتهم، أكد خبراء في مجال الإعلام أن هذه الدعوى ستكون "حجر أساس" في تحديد العلاقة بين وسائل الإعلام المختلفة والانترنت، وتوضيح المعايير التي يقوم عليها عرض المواضيع على الشبكة العنكبوتية. تجدر الإشارة إلى أن الخلاف قد نشب بين الطرفين منذ الصيف الماضي، عندما طالبت فياكوم بالحصول على 100 ألف دولار من يوتيوب، كبدل مادي لقيام مستخدمي الموقع بتحميل عدد من برامجها، علماً بأن يوتيوب لا يقوم بمنع تحميل البرامج والأفلام التي تحتوي على حقوق ملكية بشكل مسبق، بل تعلّق الأمر على طلب أصحاب تلك الحقوق. وقد اتخذت شركة جوجل موقفاً رسمياً، أكدت خلاله ثقتها باحترام يوتيوب لحقوق الملكية العائدة لفياكوم، كاشفة أنها لن تسمح للدعوى بأن تعرقل "النمو المطرد والأداء القوي ليوتيوب." وقد جذبت تلك الدعوى بسرعة أنظار عدد كبير من وسائل الإعلام، التي سبق وخاضت صراعات مشابهة مع يوتيوب مثل شبكة NBC و "تايم وارنر." وقد أمل الناطق باسم "تايم ورانر" أن تكون تلك الدعوى "فرصة لإعلام يوتيوب بأن الوقت قد حان لإزالة جميع المواد غير المصرح بتحميلها من الموقع." وتدعي فياكوم أن أكثر من 160 ألف شريط فيديو من إنتاجها قد تم تحميله من على موقع يوتيوب، وقد شوهدت أفلام أخرى عائدة لها لأكثر من 1.5 مليار مرة. ماذا يقول المستخدمون؟ =============== بعيدا عن قاعات المحاكم ينتشر الجدل حول الملكية الفكرية بين مستخدمي يوتيوب أنفسهم، فقد عمد بعضهم إلى التعبير عن وجهة نظره على الفيديو ونشره على يوتيوب، مما ولّد سلسلة من الردود والردود على الردود. ويمكن رصد عدد من الآراء المتنوعة على الموقع، تتخطى التقنيات القانونية، وتتناول الموضوع تأييدا أو معارضة من أكثر من زاوية. ويرتكز عدد من المعارضين لمنطق الدعاوى القضائية على أكثر من طرح أبرزها: أولا، يجب حماية حرية تبادل المعلومات. أي حد من هذا الحرية يقلل من أهمية الانترنت والثورة الرقمية التي تتيح التواصل على نطاق عالمي مستمر. ثانيا: نشر الأغاني والحفلات ومقاطع من البرامج التلفزيونية يخدم أصحاب تلك المواد من خلال نشرها على نطاق كبير. وهنا يشير بعض المستخدمين إلى أن بعض الشركات فضلت التعامل بإيجابية مع يوتيوب، وتوصلت إلى اتفاقات لعرض موادها على الموقع. ومن بين هذه المؤسسات "سي بي إس" وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي." من ناحية أخرى، تبرز وجهة نظر تعارض نشر المواد المثيرة للجدل ، فبعض المعارضين يشيرون إلى الناحية القانونية ويعتبرون أن نشر المواد بمثابة سرقتها.