إيران تتحدى وتناور .. وأمريكا تتعثر وتقاوم.. هذا هو ملخص جولة الصراع الحالى المحتدم بين الدولتين .. والذى ستكون نتائجه مؤثرة ووخيمة رغم أن فصول المعركة لا تزال متشعبة وطويلة !! فطهران لم تكتف بإسقاط طائرة الاستطلاع الأمريكية بدون طيار يوم الخميس الماضى .. ولكنها قامت بعملية استعراض للقوة .. ونشرت قائمة بجميع الطائرات الأمريكية التى أسقطتها قوات الحرس الثورى الإيرانى وتضم ست طائرات الأولى فى ديسمبر 2001 والأخيرة فجر الخميس الماضى .. ووجهت تحذيراًً شديد اللهجة إلى الولاياتالمتحدة من أن أى هجوم على أراضيها سيكون له عواقب مدمرة على مصالح أمريكا وحلفائها فى المنطقة .. وأخيراً قامت بإعدام موظف سابق فى وزارة الدفاع الإيرانية اتهمته بالتجسس لمصلحة المخابرات المركزية الأمريكية (سى آى إيه) . أما واشنطن فبدت كالملاكم المسكين المحاصر فى ركن الحلبة الضيق بعد تلقيه ضربة مؤلمة لم يفق منها ولا يعلم كيف يردها .. فبدلاً من أن يرد الضربة لجأ الرئيس ترامب إلى لهجة تصالحية معلناً أنه لا يريد الحرب مع إيران .. وأنه ألغى ضربة عسكرية تستهدف مواقع عسكرية إيرانية فجر الجمعة، لأنها كانت ستتسبب فى خسائر فى أرواح 150 شخصاً .. ووعد الإيرانيين بأنه سيكون أفضل صديق إذا تخلوا عن برنامجهم النووى ولكنه أيضا هددهم بالمحو لو اندلع الصراع بين البلدين !! والحقيقة التى لا أظنها تخفى على طهران أن ترامب مكبل بعدم موافقة الكونجرس والبنتاجون على عملية عسكرية ضد إيران، خوفاً من مخاطرها وتأثيرها على فرص انتخابه لدورة ثانية، خاصة إذا رد الإيرانيون بإطلاق الصواريخ على سفن بحرية أمريكية أو بقصف احدى القواعد العسكرية الأمريكية فى الخليج. فإلى أى مدى تنجح طهران فى الاستفادة من وضع ترامب الحالي؟ وهل تصبح واشنطن بكل ما تملكه مجرد (ظاهرة صوتية)؟ وما هو تأثير ذلك على نفوذها فى الخليج وهيبتها بين دول العالم ؟ أم تنقلب لوحة الشطرنج ويتحول الموقف الأمريكى إلى هجوم كاسح لا تحمد عقباه على إيران والمنطقة برمتها ؟!! [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى