.. لعله المعهد الأكاديمي الوحيد الذي اهتم حتي الآن بظاهرة الإسلاموفوبيا, وتعني الخوف المرضي وغير المبرر من الدين الإسلامي, إنه معهد الدراسات الآسيوية الذي يلقي دعما لا محدودا من جامعة الزقازيق التي كان يعمل فيها رئيس الجمهورية أستاذا جامعيا. ولاشك في أن قضية الفيلم المسيء للرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم) المثارة حاليا في بعض الدول الإسلامية, ومنها مصر واليمن وليبيا وتونس وأفغانستان, هي إحدي صور الإسلاموفوبيا التي اهتم بها معهد الدراسات الآسيوية الذي يريد أن يسبر أغوار هذه الظاهرة ويبحث في أسباب انتشارها بعد أحداث 11 سبتمبر المعروفة, فنظم ندوة دولية شارك فيها عدد من الخبراء والدارسين للعلاقة بين الشرق والغرب.. ولا ننكر دعم الدكتور محمد عبدالعال المعهد باعتباره رئيسا لجامعة الزقازيق من ناحية, وصاحب احدي الخبرات المعروفة في مجاله.. وكان المعهد قد نظم ندوات حول أخلاقيات الأمم في عالم متغير حاضر فيها د. عبدالحميد مدكور أستاذ الفلسفة الإسلامية, كما نظم ندوة حول القضية الفلسطينية بمشاركة الدكتور إبراهيم البحراوي المعروف, كما اهتم بتركيا والحوار العربي معها.. والصين الذي خصص لها برنامجا في الدراسات العليا.. وضمت سلسلة تقدير الموقف.. أصدر المعهد عدة تقارير تهتم بها رئاسة الجمهورية بشكل خاص ولا ننسي الجهد الذي تقوم به الدكتورة هدي درويش صاحبة احدي الخبرات التركية المشهود لها دوليا وكذلك الدكتور فتحي عفيفي وكيل المعهد والمتخصص في الفكر الاستراتيجي الذي يحتاجه المعهد أكثر من أي شيء آخر. ولقد طبقت سمعة المعهد الآفاق العربية والدولية.. فأقبل عليه عدد كبير من الطلبة والباحثين العرب, فأعاد المعهد القيادة الأولي لمصر ولابد أن نعترف بأن ظاهرة الإسلاموفوبيا لا يهتم بها أحد.. إلا هذا المعهد الذي اهتم كثيرا بثقافة قبول الآخر.. تلك الثقافة التي تسبب بعضها فيما نحن فيه من حروب أهلية عالمية.. وما العنف الذي عبرت عنه جماعات متشددة وقتلت سفير أمريكا في ليبيا إلا شكلا لها.. ولذلك عندما يبحث معهد أكاديمي له صفة دولية في هذا الأمر ويقوم بعمل تقرير تقدير موقف ويرفعه لرئاسة الجمهورية أو أي مؤسسة أو هيئة أخري تريد معرفة الأسباب لاحتوائها.. واخماد نار الفتنة قبل اشتعالها وانتقالها بين الدول الإسلامية المختلفة.. فهذا أمر محمود ويسجل له في قائمة المعاهد الوطنية والعروبية التي نعتز بها.. المعروف أن هذا المعهد الأكاديمي يضم ثلاثة مراكز, الأول يتعلق بالدراسات التركية والثاني يهتم بالدراسات الصهيونية والثالث بالدراسات الصينية, واستطاع من خلال تقاريره المختلفة والدراسات التي يصدرها أن يحفر لنفسه مكانا متميزا برغم أنه تأسس حديثا نسبيا في عام 1994 كما أننا لابد أن نذكر أن رئيسته الدكتورة هدي درويش حرصت علي أن يكون لمعهدها سمعة دولية من خلال الندوات التي تتلامس مع ما يهتم به الجمهور في الداخل والخارج, لذلك كان لابد أن يهتم المعهد بالإسلاموفوبيا ويدلي بدلوه أكاديميا في المظاهرات التي تجتاح العالم الإسلامي اعتراضا علي الفيلم المسيء للرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم). الساكت عن الحق: وصلتني رسالة مطولة من حسن عبدالمنعم مدير الإدارة التعليمية في شربين دقهلية, طالب فيها بالمساواة بين المعلمين وتطبيق مبدأ العقاب والثواب عليهم, فمن يعمل يحصل علي مقابل عمله ومن لا يعمل لا يتساوي مع الآخر. المزيد من مقالات د. سعيد اللاوندي