قال عنه الشعرانى: الشيخ الصالح العابد شاهين المحمدى، أحد أصحاب سيدى الشيخ العارف بالله تعالى سيدى عمر روشنى بناحية توريز العجم. كان من جند السلطان الأعظم قايتباى رحمه الله وكان مقرباً عنده فسأله أن يتركه ويخليه لعبادة ربه ففعل وأعتقه فساح إلى بلاد العجم، وأخذ عن شيخه المذكور ثم رجع إلى مصر فسكن جبل المقطم وبنى له فيه معبداً، وحفر به فيه قبراً، ولم يزل مقيماً فيه لاينزل إلى مصر نحو ثلاثين سنة. وكان له الشهرة العظيمة بالصلاح فى دولة السلطان ابن عثمان وتردد الأمراء والوزراء إلى زيارته، ولم يكن ذلك فى مصر لأحد فى زمنه. ويقول الدكتور شريف السيد الحمضى فى موسوعته «الطبقات الذهبية»: وكان رضى الله عنه كثير المكاشفة قليل الكلام جداً تجلس عنده اليوم كاملاً لاتكاد تسمع منه كلمة. وكان كثير السهر متقشفاً فى الملبس معتزلاً عن الناس إلى أن توفاه الله سنة نيف وتسعمائة. وفى «الكواكب الدرية» ورد أنه كان يكره تردد الناس اليه ويقول: ما انقطعت بالجبل إلا للبعد عنهم. ومن كلامه: أركان الطريق أربعة فمن منع ركنا منها كمن منع ركنا من الصلاة: الجوع، والسهر، والعزلة، والصمت. مات سنة 954ه ودفن بزاوية بسفح الجبل، وبنى السلطان عليه قبة، ووقف عليها أوقافاً. ويصف على باشا مبارك جامع سيدى شاهين الخلوتى بسفح المقطم فيقول: يقع هذا المسجد بسفح جبل المقطم وهو مرتفع الأرضية يصعد إليه بمزلقان. وقد أنشأ هذا المسجد جمال الدين عبد الله نجل العارف بالله شاهين الخلوتى مكان الخلوة التى كان يقيم بها والده ونقش على بابه: أنشأ هذا الجامع ووقفه العبد الفقير إلى الله تعالى جمال الدين عبد الله نجل العارف بالله تعالى الشيخ شاهين الخلوتى افتتح 954ه. وقال العلامة النابلسى فى رحلته إلى القاهرة وسرنا الى ان دخلنا جامع الشيخ شاهين المحمدى، وهناك ثلاثة قبور: القبر الكبير وهو قبر الشيخ شاهين وبجانبه قبر ولده الشيخ جمال الدين ثم قبر ولد ولده الشيخ محمد.