«الإرهاب» ليس وليد العصر الحديث، فهو نتاج فكر متطرف لا يقبل الآخر، ونجح فى تغيير أساليبه وأشكاله على مر التاريخ، ليتواءم مع كل حقبة زمنية. ووفقا لموقع «أور وورلد إن داتا» التابع لجامعة أكسفورد العريقة كان أول نشاط إرهابى عرفه التاريخ، هو العنف الذى مارسه المتطرفون اليهود لمعاقبة أقرانهم من اليهود الذين اشتبهوا فى تعاونهم مع الدولة الرومانية فى القرن الأول. ولكن القرن العشرين، حمل شكلا آخر من أشكال الإرهاب، فقد تحول إلى سمة رئيسية تميز العديد من الحركات السياسية يمينا ويسارا، حيث نجحت فى تسخير التكنولوجيا الحديثة لمصلحتها، لتصبح أكثر دموية وفتكا. ومع استمرار التحولات، وفى بدايات القرن ال21 ، أصبح الإرهاب عابرا للحدود، وهو ما تشهد عليه هجمات 11 سبتمبر 2001، ليتحول المشهد إلى حرب دولية بين الجماعات الإرهابية والعالم. ويرجح المؤشر العالمى للإرهاب تراجع معدلات ضحايا الجرائم الإرهابية على مدى السنوات الثلاث الماضية بنسبة 27% ليسجل نحو 19 ألف قتيل، فى حين تراجع عدد الاعتداءات الإرهابية بنسبة 23%، حيث تحسنت الأوضاع نسبيا فى 94 دولة حول العالم ، مقابل تزايد الأوضاع سوءا فى 46 دولة. وتراجعت الأعمال الإرهابية فى أوروبا بنسبة 75%، وخاصة فى فرنسا وألمانيا وبلجيكا. ولكن فى الواقع على الرغم من هذا التراجع، إلا أن الأشهر الأولى من 2019 شهدت العديد من الاعتداءات الإرهابية، ولم تفلح الادعاءات الأمريكية بالقضاء على تنظيم داعش الإرهابية فى الحد من إراقة الدماء. وهوما يعنى أن المعركة ضد الإرهاب لابد وأن تبدأ بالقضاء على الفكر المتطرف، من خلال حظر وإغلاق كل منافذ نشر هذه الأفكار الهدامة سواء عبر مواقع التواصل أو المدارس المتطرفة ..وما إلى ذلك. فى هذا الملف سنستعرض بعض ملامح الإرهاب فى ثوبه المعاصر، والتحركات المحتملة للقضاء على الفكر المتطرف من جذوره. * للمزيد من الموضوعات: * قطع رأس ميدوسا.. خريف الإخوان http://www.ahram.org.eg/NewsQ/712709.aspx * «داعش».. صفحة جديدة من الوحشية http://www.ahram.org.eg/NewsQ/712710.aspx * «الإنترنت».. تهديد عابر للحدود http://www.ahram.org.eg/NewsQ/712711.aspx * 130 عاما من الدماء http://www.ahram.org.eg/NewsQ/712712.aspx * «عرائس الإرهاب».. قنبلة موقوتة http://www.ahram.org.eg/NewsQ/712713.aspx