لا شك أن المصريين الذين ظلوا وما زالوا يراهنون علي العملة الأمريكية ويحفظون مدخراتهم بالدولار ويضاربون عليه يشعرون الآن بندم شديد بعد المكاسب الكبيرة التي يحققها الجنيه المصري علي حساب العملة الخضراء . فخلال الأشهر الأربعة الأخيرة فقط وبالتحديد منذ 27 ديسمبر الماضي تراجعت العملة الأمريكية بنحو 72 قرشا في رحلة هبوط متواصلة وخابت توقعات الاقتصاديين الذين راهنوا علي ارتفاع سعر الدولار خلال شهر رمضان نتيجة الزيادة الكبيرة في الإقبال علي أداء العمرة وعمليات استيراد ياميش الشهر الكريم.. إلا أن هذا لم يحدث وفاجأنا الدولار بانخفاض جديد الأسبوع الماضي بنحو أربعة قروش ليقترب من السبعة عشر جنيها فقط بعد أن ظل لأسابيع طويلة يتجاوز هذا الرقم بعشرات القروش . ويرجع المحللون ذلك إلي وفرة المعروض من الدولار وتحسن الصادرات وإجراءات ترشيد الاستيراد بالإضافة إلى ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج وارتفاع معدلات النمو . ولكن هل سيواصل الدولار رحلة الهبوط التي بدأها منذ أسابيع أم أنه سيعاود الارتفاع من جديد؟ بالطبع لا أحد يستطيع أن يجزم بإجابة مؤكدة علي هذا السؤال في ظل ارتباط الجنيه بحركة تداولات العملة في السوق المفتوحة بين البنوك الإنتربنك ولكن لاشك أن استمرار تحسن مؤشرات الاقتصاد وجاذبية مناخ الاستثمار المصري والارتفاع المتواصل في الاحتياطي الأجنبي فضلاً علي انتهاء بعثة صندوق النقد الدولي خلال أيام من المراجعة الخامسة والأخيرة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي تمهيدا لصرف الشريحة السادسة والأخيرة بقيمة ملياري دولار.. كل ذلك يعطي مؤشرات إيجابية لتحسن قيمة الجنيه خلال الفترة المقبلة . بقي أن نهمس في أذن الذين يكنزون الدولار بضرورة التخلي عن هذا الاتجاه قبل أن يواجهوا مزيدا من الخسائر.. وفي أذن المستوردين الذين يبالغون في رفع أسعار سلعهم مع كل زيادة طفيفة في سعر الدولار بضرورة مراعاة الله وخفض الأسعار .. وأخيرا في أذن الحكومة بضرورة أن ينعكس ذلك بصورة أكبر علي ملايين المصريين بخفض قيمة فواتير الكهرباء والمياه والغاز وجميع الخدمات. [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى