فيما لاتزال نيوزيلندا غير قادرة على تجاوز أزمتها بعد حادثة كرايست تشيرش التى أسقطت 89 شخصا بين قتيل وجريح، أعلنت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آرديرن ، فى افتتاحية كتبتها لصحيفة «نيوريوك تايمز» الأمريكية، عزم بلادها إطلاق مبادرة باسم «كرايست تشيرش»، لدعوة دول العالم وشركات التكنولوجيا على حد سواء، لمنع نشر محتوى الإرهاب على الإنترنت. وقالت آرديرن، فى مقالها أمس «على الدول والهيئات الخاصة اعتماد تغييرات قادرة على حظر المحتوى الإرهابى من التداول على الشبكة العنكبوتية»، مشيرة إلى أن تلك التعديلات يجب أن تعمل بكفاءة عالية على نحو يسمح لها بالتعامل مع ذلك المحتوى سريعا، ومنع استخدام خاصية «البث المباشر» كوسيلة لإذاعتها على الهواء. وأعربت آرديرن عن أمنيتها فى رؤية زيادة حجم الاستثمارات فى مجالات البحث التكنولوجي، بشكل يمكن تلك الجهات من تحقيق أهدافها بسهولة.وفى الوقت ذاته، شددت رئيسة الوزراء النيوزيلندية على أن الأمر يجب مناقشته على نطاق أوسع من حدود نيوزيلندا لضمان عدم تكراره فى أى مكان آخر حول العالم، مشيرة إلى أنها فى ضوء ذلك تقود مؤتمرا حاشدا مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى باريس بعد غد، يضم زعماء العالم وقادته، فضلا عن رؤساء شركات التكنولوجيا العملاقة. وأكدت أنه «بالرغم من اختلافاتنا، إلا أننا جميعا لا نريد رؤية المنصات الإلكترونية تستخدم فى الترويج للإرهاب مرة أخري». وأوضحت أن فيديو مذبحة كرايست تشيرش استطاع تحقيق 4 آلاف مشاهدة على موقع «فيسبوك» قبل أن تقوم إدارة الموقع بحذفه، منوهة بأن المستخدمين رفعوا أكثر من 15 مليون نسخة من الفيديو على «يوتيوب»، بواقع عمليه رفع واحدة كل ثانية خلال ال 24 ساعة الأولي. واعتبرت آرديرن أن الأرقام المفزعة تشير إلى مدى قدرة الفيديو على الوصول بشكل واسع للناس، موضحة أنها نفسها، كمستخدمة للموقع، رأت الفيديو إثر عرضه آليا على صفحتها الخاصة. وقالت أنه بالرغم من قدرتنا على تقدير حجم انتشار الفيديو، إلا أننا لا نستطيع قياس تأثيره على نحو دقيق، مشيرة إلى أنه خلال الأيام العشر الأولى التى أعقبت الحادث، تلقت العيادات النفسية أكثر من 8 آلاف اتصال هاتفي من أشخاص يطلبون الدعم النفسى بعد رؤيتهم مشاهد القتل المروعة.