مع احتفال المسلمين حول العالم أمس بحلول شهر رمضان المبارك، شددت عدة دول من إجراءاتها الأمنية لتأمين المساجد وسط مخاوف بين الجاليات المسلمة فى الغرب من وقوع هجمات تستهدفهم خاصة فى أعقاب الهجوم على المسجدين فى نيوزيلاندا الذى أسفر عن مقتل 51 شخصا. وشهدت المساجد فى أنحاء نيوزيلاندا إجراءات أمنية غير مسبوقة، حيث انتشرت قوات الشرطة المدججة بالسلاح حول المساجد وغيرها من دور العبادة. ورغم تحفظ الشرطة بشأن الكشف عن تفاصيل الخطة الأمنية الجديدة، إلا أن المساجد والمراكز الإسلامية ذكرت لصحيفة «هيرالد» النيوزيلاندية أن الشرطة أبلغتهم أن قوات الأمن المدججة بالسلاح ستكون على أبواب المساجد طوال شهر رمضان. وفى هولندا، قررت الجاليات المسلمة فى هولندا الدفاع عن نفسها بتشديد الإجراءات الأمنية على المساجد خلال شهر رمضان من خلال تشكيل لجان شعبية تتولى تأمين المساجد وتعزيز المراقبة حولها. ورغم تأكيد المنظمات الإسلامية فى هولندا أنها لم تتلق تحذيرات بتهديدات حقيقية إلا أنهم مازالوا يخافون من وقوع هجمات خاصة بعد سلسلة الحوادث الأخيرة التى استهدفت المسلمين مثل الهجوم على المسجدين فى نيوزيلاندا، والاعتداء على إمام مسجد فى مدينة فادينكسفين الهولندية الشهر الماضي، فضلا عن إشعال النيران فى مسجد بمدينة دراختن شرق هولندا العام الماضي. وأوضحت مصادر مطلعة أنه بجانب دوريات المراقبة والاستطلاع، حضر مسلمون هذا العام دورات تدريبية على الحراسة فضلا عن تثبيت المزيد من كاميرات المراقبة فى المساجد. وكان مسجد فى لاهاى قد تعرض مؤخرا لاعتداء حيث علق متطرفون دميتين ولافتات كتب عليها عبارات مسيئة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم على المسجد، فيما أعلنت حركة «بيجيدا» الألمانية المعادية للإسلام مسئوليتها عن ذلك الاعتداء. وفى الولاياتالمتحدة ، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أنه بالإضافة إلى الصلاة والطهى وتعليق الزينة، استعد المسلمون فى أمريكا لشهر رمضان بطريقة جديدة وهى التدريب على التصدى لهجمات إطلاق النار. وأوضحت أن الهجمات الأخيرة ضد دور العبادة دفعت المساجد فى الولاياتالمتحدة هذا العام إلى اتخاذ موضوع الأمن ضمن أولوياتها، حيث أجرى رواد المساجد تدريبات محاكاة لهجوم مسلح، كما قاموا بتأجير ضباط حراسة من شركات أمن خاصة لتأمين المساجد، فضلا عن تزويدهم المساجد بالكاميرات والأقفال. وفى بريطانيا، أطلقت مفوضية العمل الخيرى الحكومية البريطانية حملة «زكاة آمنة» لتشجيع المسلمين على اتخاذ خطوات بسيطة للتأكد من أن أموال زكاتهم يتم صرفها لمستحقيها وتجنب وقوعها فى يد الأشخاص الخطأ. وذكر موقع المفوضية الإلكترونى أن المسلمين فى بريطانيا تبرعوا بنحو 130 مليون إسترلينى فى رمضان العام الماضي، ولكن المسئولين يحذرون من أنه أحيانا ما يستغل بعض الأشخاص ذلك الكرم والعطاء مما يتسبب فى وقوع أموال الزكاة فى المكان الخطأ. ومن بين الخطوات التى تضمنتها الحملة، ضرورة التأكد من رقم الجمعية الخيرية المسجل على الموقع الحكومى للمؤسسات الخيرية المعتمدة ، والتأكد من ارتداء جامعى أموال التبرعات للبادج الخاص بالمفوضية وغيرها. وفى أستراليا، نشرت شرطة كوينزلاند على مواقع التواصل الاجتماعى منشورا يهنئ المسلمين بحلول رمضان جاء فيه :«من جانبنا إلى كل المسلمين الذين يحتفلون بقدوم شهر رمضان»، وأرفق المنشور بصورة لرمز إسلامى وعبارة «رمضان مبارك». وكعادته فى كل عام، بعث رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو تهنئة لمسلمى العالم عبر رسالة فيديو. وبدأ ترودو رسالته بقوله «السلام عليكم « باللغة العربية، وتابع : «اليوم، المسلمون فى كندا وحول العالم يشهدون أول أيام رمضان، سيتجمع الأهل والأصدقاء للصلاة والصوم خلال النهار ثم حول الإفطار فى المساء». وأضاف «إن رمضان يعكس قيم الإسلام مثل التضامن ومساعدة الآخرين، وهو يذكرنا بالعطاء بسخاء وتقديم مصلحة الآخرين على مصلحتنا الشخصية خلال هذا الشهر وطوال العام».