المشهد كان غريبا وفريدا بل ومتناقضا فى استاد الجيش ببرج العرب يوم السبت الماضي.. بدأ بزحف جماهيرى جارف لعشرات الآلاف من الجماهير التى ملأت جنبات الإستاد قبل انطلاق مباراة الأهلى وفريق صن داونز الجنوب إفريقى رغم علم الجميع بصعوبة المهمة الملقاة على عاتق الأهلى بعد أن منى مرماه بخماسية نظيفة فى مباراة الذهاب وأن التعويض بستة أهداف فى مرمى منافس قوى وعنيد مسألة صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة! وعلى الرغم من ذلك كانت هتافات جماهير الأهلى تهز أرجاء المكان.. تشد من أزر اللاعبين وتحثهم على بذل أقصى ما فى وسعهم للثأر من الهزيمة القاسية التى لم يشهدها النادى العريق عبر تاريخه الناصع منذ انطلاق بطولة القارة السمراء التى توج ملكا عليها مرات عديدة! لكن أكثر ما استوقفنى هو تلك التعبيرات المثيرة التى ارتسمت على وجوه بعض المشجعين وعدسات المصورين تطوف بينهم لتنقل لنا صورة ربما هى أقوى تأثيراً وأشد إثارة من سير أحداث المباراة نفسها على البساط الأخضر.. مشاهد مدهشة لدموع وحماس وقوة وتشجيع وإرادة ورجولة وصفات أخرى عديدة لا يمكن وصفها إلا بإعادة مشاهدتها من شريط المباراة! بيد أن هذا ليس بيت القصيد.. فالصورة لم تكتمل بعد.. لكن جمالها وروعتها تجليا بعد إطلاق الحكم غير الموفق صفارة نهاية المباراة دون أن يصل الأهلى لمراده أو حتى يثأر من الخماسية اللعينة.. ليكتفى بهدف يتيم فى مرمى منافسه العنيد.. وعلى الرغم من ذلك.. ومن أن الأهلى ودع البطولة فإن جماهيره لم تودع الإستاد.. ظلت فى أماكنها.. اختفى الحزن من الجوه واستمر التشجيع والحماس من أعماق القلوب.. أخذت تهتف وتحيى لاعبى فريقها ويطالبونه بتحقيق بطولات جديدة فى مباريات قادمة! إنها جماهير تحزن وتتألم وتذرف الدمع الغزير عند المحن والأزمات.. ولكنها تأبى الهزيمة ولديها العزيمة على تصحيح المسار وتحقيق الانتصار.. إنها نموذج مشرف وشريحة عشوائية من الشعب المصرى العظيم. [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى