هدفان فقط رجحت الأهلي للفوز بالسوبر الافريقي الخامس له بعد أن ضاعت أهداف أكثر مضاعفة وسط سيطرة كاملة للمارد الأحمر كان أغلبها في الشوط الأول. غير أن الفوز كاد يضيع مرتين بسبب الدفاع مرة في الشوط الأول عندما أنقذت العناية الإلهية مرمي إكرامي من هدف لانحراف الكرة بقدرة قادر وضلت طريقها داخل الشباك ومرات ليست بالقليلة في الشوط الثاني غير أن البطل هذه المرة كان للولد الشقي ابن العملاق هو حارس المرمي شريف إكرامي الذي أوقف زمن المباراة عند الرابعة والتسعين دقيقة ليعلن فوز فريقه بدلا من الدخول في دوامة ضربات الترجيح ليحصل إكرامي علي لقب أفضل لاعب في المباراة ومعه عبدالله السعيد الذي عاد لمستواه عندما كان في الإسماعيلي وأيامه الأولي مع الأهلي. حصول الأهلي علي السوبر الخامس له معان كثيرة.. كثيرة أولها انه سوف يظل اسم النادي الكبير هو الأول مهما تغيرت وتبدلت الظروف وسوف تظل الفانلة الحمراء هي الأبقي بعد أن أكدتها الظروف التي يعيشها فريق الكرة هذه الأيام بغياب نجوم لهم أسماؤهم وبصماتهم وشهرتهم علي المستوي المحلي والافريقي بداية من إعادة النجوم الثلاثة تريكة وجدو وفتحي وغياب غالي وسليمان وشهاب ومعوض والجميع نجوم يساوون بأوزانهم ذهبا. ومع ذلك وبمبدأ الإرادة والتحدي نجح قائدهم حسام البدري أن يخلق من زملائهم لهم توليفة تعوض كل هذه الغيابات وتنجح في إضافة بطولة افريقية أخري هي السابعة عشرة علي مستوي القارة بعد تخطيهم خصما واعدا ولكنه عنيد نجح من قبل في إقصاء فرق عربية كثيرة وتخطاهم جميعا ليصل إلي نهائي الكونفيدرالية ويقصي آخرهم المالي جيولابيا ليكون قدره مواجهة المارد الأحمر الذي يعرف كيف يفوز وكيف يقهر منافسه ويثأر لأشقائه العرب في تونس والمغرب والسودان رغم بعض العقبات. وخلال المباراة ضبطت لقطتين شدت انتباهي حتي هربت الدمعة من عيني وأنا أراها وذلك بعد هدف بركات الثاني فقط شاهدته يضع يده علي وجهه يبكي ويقبل يديه حمداً لله علي الهدف الجميل الذي أحرزه من بين قدمي الحارس الكونغولي حتي كاد أحد زملائه يحمله علي عنقه فرفض. اللقطة الثانية هي سجود حسام البدري شاكرا لله وهي لقطة نادرا ما تحدث من مدرب بعد إحراز هدف التعديل الأمر الذي يؤكد أن المدرب تخلص من كابوس كان راكدا علي صدره وضاع خوفه من الهزيمة أو حتي وصول المباراة إلي التعادل وما يعقبه من إجراءات. وأعود لأكرر ما نوهت إليه في مقال الأمس عندما قلت إن الفوز سيكون نقطة انطلاق للبطل المصري والافريقي سواء في الدوري المحلي أو بطولته المحببة بطولة افريقيا وكأس العالم للأندية.. مبروك للأهلي وجماهيره الذين عملوا بالوصية فكان مشرفًا.