تكتسب قمة الرئيسين السيسى وترامب فى البيت الأبيض أهمية كبيرة تنبع من ثقل مصر كدولة إقليمية تشكل مفتاح الأمن والاستقرار فى المنطقة وحل أزماتها، والولايات المتحدة كدولة كبرى لها تشابكاتها ومصالحها فى الشرق الأوسط, ويمثل التعاون بينهما دورا مهما فى التعاطى مع التحديات المشتركة، خاصة فيما يتعلق بالصراعات والأزمات المشتعلة فى المنطقة مثل سوريا وليبيا واليمن أو فيما يتعلق بتحديات الإرهاب والهجرة غير المشروعة. العلاقات المصرية الأمريكية علاقات إستراتيجية شاملة أى أنها متشابكة الأبعاد والمستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وقادرة على تجاوز واستيعاب أى اختلافات فى الرؤى والمواقف إزاء بعض القضايا عبر آليات وقنوات الاتصال والحوار المختلفة، ومنها اللقاء المباشر الذى تشكله القمة بين الرئيسين لتعزيز مستوى العلاقات الثنائية بجميع مستوياتها ولتبادل وجهات النظر بشأن أفضل السبل لتحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط. بالطبع تشكل القمة مناسبة مهمة لإيصال رسائل الرئيس السيسى فيما يتعلق برؤية مصر فى التعامل مع قضايا وأزمات المنطقة، وعلى رأسها قضايا الصراع العربى الإسرائيلى وتأكيد الثوابت العربية، وأهمية تحقيق السلام العادل والشامل الذى يتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية على حدود 1967 وفق حل الدولتين, وهى الصيغة التى تحقق السلام الدائم والأمن والاستقرار فى المنطقة وتضمن مصالح جميع الأطراف، وتسهم فى إقامة علاقات طبيعية بين كل دول وشعوب المنطقة. كذلك أهمية احترام قواعد القانون الدولى وقرارات الأممالمتحدة فيما يتعلق بالجولان السورية المحتلة، وعدم تغيير وضعها القانونى عبر قرارات انفرادية لا تسهم فى تحقيق السلام أو الاستقرار فى المنطقة. القمة أيضا مناسبة لتأكيد رؤية مصر فيما يتعلق بضرورة المواجهة الشاملة والعالمية لمشكلة الإرهاب التى تتضمن المواجهة العسكرية والفكرية والتنموية، ومواجهة الدول التى ترعى وتدعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وكذلك أهمية حل الصراعات والأزمات فى المنطقة العربية انطلاقا من تعزيز وتدعيم الدولة الوطنية ومؤسساتها الشرعية. لمزيد من مقالات رأى