لا أعرف ماذا تبقى من بنود صفقة القرن التى يعدها لنا الرئيس الأمريكى ترامب لم يعلنه لنا بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره بسيادة تل أبيب على الجولان السورية؟! ولا أدرى لماذا لم ترفض القمة العربية الثلاثون فى تونس هذه الصفقة المشبوهة مقدماً قبل إعلانها رسمياً من واشنطن.. ليكون ذلك أبلغ وأبسط رد على قرارات ترامب التعسفية وأقل رسالة توجه له وللعالم بأن أمريكا فقدت دورها كوسيط نزيه لعملية السلام بالشرق الأوسط ؟! لقد أحسنت السيدة فيدريكا موجرينى الممثلة السامية للشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبى عندما أكدت فى كلمتها بالجلسة الافتتاحية لقمة تونس أول أمس أن تجاهل القرارات الدولية تجاه الجولان المحتلة ليس حلا فى إشارة إلى اعتراف الولاياتالمتحدة بسيادة الاحتلال الإسرائيلى على مرتفعات الجولان العربية مؤكدة أن الاتحاد الأوروبى لن يعترف بسيادة إسرائيل على الجولان العربية المحتلة أو الأراضى التى احتلتها عام 1967. ولكن قرارات السيد ترامب غير الشرعية وغير المقبولة عربياً وإسلامياً ودولياً فتحت شهية الكيان الصهيونى وجعلت واحداً مثل النائب اليمينى الإسرائيلى المتطرف بزلئيل سمورتيش يطالب ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الضفة الغربيةالمحتلة بكاملها، وضمها لدولة الاحتلال حيث كتب عبر تويتر يشكر ترامب على إعلانه بشأن الجولان ويطالبه بالمزيد قائلاً : شكراً لك الرئيس ترامب, ولكننا منذ 52 عاماً نجحنا أيضاً فى يهودا والسامرة (الضفة الغربية) فهما أيضاً ذات أهمية استراتيجية وتاريخية وأمنية لإسرائيل, ولقد حان الوقت للاعتراف بسيادتنا عليهما, وسنعمل على تحقيق تلك الخطوة قريباً,و نأمل فى دعمكم لنا أيضاً! ولم لا.. والقمة العربية فى تونس لم تظهر, أنياباً حقيقية تهدد المصالح الأمريكية فى منطقتنا الحيوية واقتصرت على إدانات شكلية ورفض روتينى مكرر لانتهاك صارخ لأراضينا وسيادتنا وكرامتنا؟! مرة أخرى لا تلوموا أمريكا أو إسرائيل أو اليمين المتطرف فى تلك الدولتين وغيرهما.. ولكن انظروا فى المرآة إلى أوضاعكم ومواقفكم ثم احكموا على أنفسكم قبل أن يحكم أحد عليكم! [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى