لم يبق مجال لشك فى أن تركيا ومعها قطر تسعيان مجددا لإحياء موجة جديدة من مظاهر الفوضى والتخريب التى تهز أمن واستقرار العديد من الدول العربية وليس مصر وحدها على أمل أن تنتقل عدوى الفوضى إذا قدر لها النجاح فى السودان والجزائر مثلا إلى مناطق أخرى تشكل حافزا لتكرار محاولة اختراق الجبهة الداخلية لمصر والتى أثبتت منذ ثورة 30 يونيو 2013 أنها جبهة عصية على الاختراق الإقليمى والدولي. لقد تحولت اسطنبولوالدوحة إلى ما يشبه الترسانة المليئة بكل أنواع الأسلحة اللازمة لمعارك التخريب وضرب الاستقرار ونشر الفوضى، بدءا من شاشات الفتنة والتحريض التى تبث سموم الفتنة والتشكيك، ووصولا إلى الأموال والرشاوى الكفيلة بتحويل المؤامرات من خطط مرسومة على الورق إلى وقائع دمار وقتل وتفجير فى المدن والساحات العربية. لم يبق مجال لشك فى أن تحالف الشر والكراهية بعد قرابة 6 سنوات من الفشل والإحباط فى إحداث أى فعل مؤثر يهز أمن واستقرار مصر قد بلغ درجة من الجنون والخبل السياسى يجعلهم يرون فى كل يوم يتواصل فيه العمل والإنجاز لصالح المصريين أنه بمثابة هزيمة لهم ومن ثم فإنه يسهم فى تحطيم ما تبقى من أوهامهم وأحلامهم فى إعادة دوران عقارب الساعة إلى الوراء. وأحمد الله أننى لست ممن يلقون الكلام على عواهنه، وإنما انتسب لمدرسة صحفية وطنية تستند فى طرح رؤاها إلى وقائع ثابتة معززة دوما بالحقائق والأرقام الدقيقة فالذى تهلل له فضائيات الدوحةواسطنبول بألعاب الصغار فى الدق على الأوانى والكتابة على العملات الورقية والحوائط والجدران مصحوبا بالنفخ فى الزمامير يتزامن ويتواكب مع مؤتمر للهزل السياسى تستضيفه اسطنبول تحت شعار الدعوة لإعلان وفاة جامعة الدول العربية وإنشاء ما يسمى باتحاد الشعوب العربية.. ومن يراجع أحداث التاريخ سوف يكتشف دون عناء أن العقدة التركية من المنظومة العربية لم تزل غصة فى حلوق الحالمين بإعادة دولة الخلافة التى سقطت قبل أكثر من 20 عاما من إنشاء جامعة الدول العربية. وأقول فى النهاية إنه لم يبق مجال لشك فى أنهم مجددا سيفشلون.. ولا عزاء لأردوغان وتابعه تميم! خير الكلام: من لم يعرف الشر كان أجدر أن يقع فيه! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله