2 – لست أتجنى على الحقيقة عندما أقول: إن ما تقوم به قطر من تحريض وسعى إلى بث الفتنة وإشاعة الانقسام بين الدول العربية بات أشبه بسرطان يهدد الأمن القومى العربى ولم يعد هناك شك فى أن هذا الجزء من جسد الأمة العربية يمثل سرطانا سياسيا بامتياز! إن قطر وأذرعها الإعلامية تمارس لعبة خبيثة بالدق على وتر إثارة الفرقة بين الحكومات والشعوب والزعم الكاذب بأن قطر تنحاز إلى الشعوب التى يجمعها تاريخ واحد ولغة واحدة بينما الأنظمة العربية هى التى تتباعد بدلا من أن تتقارب وتتخاصم بدلا من أن تتسامح والهدف من وراء ذلك هو تغليب احتمالات الذهاب إلى الفوضى والعنف والإرهاب على حساب المصالح العربية العليا التى تتطلب قدرا وافرا من الأمن والاستقرار والسلام. ويخطئ من يظن أن هذا السلوك القطرى ولد بالصدفة البحتة وإنما هو جزء من مخطط ترعاه قوى إقليمية ودولية يهمها استمرار حالة التشرذم والتفتت والانقسام فى العالم العربى وهذا هو ما يفسر عمليات القفز القطرى من خندق إلى آخر حسب مقتضيات ومتطلبات مخطط الفوضى الخلاقة فهى اليوم مع تركيا وغدا مع إيران بدعم ورعاية القاعدة الأمريكية التى تحتل نصف مساحة قطر ومن أرضها انطلقت كل طائرات الإغارة والتدمير ضد العراق وسوريا ولبنان، لكنها أبدا لم تعبر أجواء إيران أو تركيا.. أليس ذلك سؤالا محيرا يستحق الاجتهاد فى البحث عن إجابة عليه اللهم إذا اعتبرنا أن لإيرانوتركيا حظوة تماثل حظوة إسرائيل فى القلب الأمريكى ولكن فى السر بما يشبه الزواج العرفى غير المعلن. ومن هنا فليس من الصدفة – مثلا – أن تكون قطر أول دولة عربية تقيم علاقات سرية مع إسرائيل وتفتح مكاتب تجارية لتل أبيب فى الدوحة ثم هى ذاتها قطر التى تزايد الآن على دول الخليج المجاورة لها وتتهمها بالانزلاق إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.. ما أبشع هذا السرطان الذى يهدد جسد الأمة العربية ويتطلب عملا جراحيا باترا قبل فوات الأوان! خير الكلام: لا يجلب الشر إلا ما هو أشر منه! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله