لم أستطع أن أجد تعبيرا دقيقا لوصف السياسة العبثية لدولة قطر منذ انقلاب عام 1995 وحتى اليوم سوى «سياسة الشيء ونقيضه» فالدولة القطرية ابتدعت فى عالم السياسة مفهوما جديدا وغريبا لجمع المتناقضات فى سلة واحدة وكان وراء ذلك عقل تآمرى امتلكه وزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم الذى هو أيضا بالمناسبة كان مهندس انقلاب عام 1995. ولأن سياسة المتناقضات تركت أثارا سلبية بالغة الخطورة على العالم العربى كله وفى المقدمة دول الخليج لم يكن هناك مفر من لجوء مصر وشقيقاتها الخليجيات لوقفة موضوعية من أجل وقف مسلسل الفتنة الذى تنتهجه قطر سياسيا وإعلاميا لصنع الفرقة والشقاق بين كافة الأشقاء، فهى لم تترك بلدا عربيا لم تدعمه فى مواجهة بلد عربى آخر. ولعلنا نتذكر الدور التخريبى الذى لعبته قطر فى تشجيع صدام حسين على أن يكون نظاما مارقا، ثم ما لبثت أن انقلبت عليه وشاركت فى جريمة تدمير العراق.. وأيضا فقد انكشف بوضوح الآن دوافع ومنطلقات الدور القطرى عبر شاشات الجزيرة فى توظيف الحراك الشعبى المشروع فى بعض الأقطار العربية منذ عام 2011 لتصنع منه رياحا عاصفة مسمومة تستهدف ضرب الاستقرار وتدمير فكرة الدولة الوطنية والسعى لاستبدالها بحالة فوضوية تلبى مخطط كوندليزا رايس لنشر الفوضى الهدامة تحت غطاء كثيف من تزييف الوعى والادعاء بأن كل الأنظمة العربية ما عدا قطر هى أنظمة قمعية ديكتاتورية شمولية. والذين يعرفون خفايا العمل السرى للدوحة يدركون حجم الدعم الذى توفره قطر للتنظيمات المتطرفة بدءا من الإخوان المسلمين، ومرورا بالقاعدة وداعش ووصولا إلى النصرة وأيضا بيت المقدس.. هى ذاتها قطر حليفة تركيا وعشيقة إيران التى تحتضن حماس وتفخر بأنها أول دولة فتحت مكتبا للتمثيل التجارى لإسرائيل فى الدوحة.. إنه ملف العار لمتناقضات قطر والذى فضحته البحرين أخيرا بمكالمات مسجلة لمسئولين قطريين مع إرهابيين بحرينيين مكلفين بنشر الفوضى فى المنامة.. ياللعار! خير الكلام: إذا لم تستح فاصنع ماشئت ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;