كان لابد من موقف حازم ورادع يضع الأمور فى نصابها الصحيح مهما كانت قسوة الإجراءات وكان لابد من تلقين نظام الحكم فى قطر درسا واضحا لعله يعى الدرس ويرتدع ويسارع بالعودة إلى الصف العربى كشريك متعاون وليس كشريك مخالف!. كان لابد من مواجهة صريحة مع قطر بعد أن نفدت حبال الصبر من ممارستها العبثية الفجة التى باتت أشبه بخنجر مسموم فى ظهر الأمة العربية. إن المأزق الذى وضعت قطر نفسها فيه يرجع إلى أن القائمين على أمرها لم يدركوا ولم يستوعبوا أن الظروف قد تغيرت بعد انحسار رياح وعواصف الربيع العربى المزعوم وانكشاف حقيقته وكان هذا التعامى عن قراءة المتغيرات الإقليمية والدولية خصوصا بعد رحيل أوباما ومجيء ترامب عند سدة الحكم فى واشنطن يمثل سلوكا شاذا من جانب الدوحة لا يثير الغرابة فقط وإنما يثير الشك والريبة أيضا. ولعل أغرب ما صدر عن الدوحة بعد قرارات المقاطعة الخليجية المدعومة من مصر هو الزعم بوجود رغبة فى فرض وصاية على قطر بينما كل الحقائق المؤكدة منذ سنوات أن دول الخليج ومعها مصر لم تدخر جهدا طوال سنوات رغم تجاوزات قطر فى السعى لتقوية الدولة القطرية باعتبار أن قوتها تمثل إضافة لمجموع القوة العربية الشاملة ولم يدر بخلد أحد أن ينزلق نظام عربى إلى ما انزلقت إليه الدوحة رغم توافر الظروف والإمكانيات التى كان يمكن لدول الخليج من خلالها إثارة مشكلات داخلية لقطر لا أول لها ولا آخر. والحقيقة أن لجوء قطر إلى استدعاء قوات تركية إلى أراضيها بعد قرارات المقاطعة لا يعكس مراهقة سياسية فحسب وإنما هو أمر له دلالاته الخطيرة على رغبة قطر فى هز روح الثقة داخل الأسرة الخليجية التى من المفترض ألا تتشوه وتتلوث بمثل هذه الشوائب وأن نصل بالأمور إلى هذا الحد الذى يعنى شيئا واحدا هو أن قطر تخرج لسانها لأشقائها وتعلن أن أساس الثقة لم يعد قائما ومن ثم لم تعد القاعدة الأمريكية وحدها تكفى ولابد من استدعاء تركيا لوضع أقدام جنودها لأول مرة على أرض الخليج!. خير الكلام: وما المرء إلا حيث يجعل نفسه.. ففى صالح الأخلاق نفسك فاجعل !. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;