ما فعلته دول الخليج وباركته مصر ليست حربا ضد قطر وإنما هو محاولة جادة لترشيد نظام مارق عاش أوهام القدرة على العبث بمقادير الأمة. هذه الخطوة التى تأخرت طويلا بدأت مقدماتها عام 2014 عندما قرر المغفور له جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز وعدد من دول مجلس التعاون سحب سفرائهم من الدوحة ولكن حكام قطر لم يستوعبوا ما جرى ولم يدركوا أن لهذه المقدمات نتائج ستفرض نفسها فى لحظة ما عندما ينفد الصبر وتضيق الصدور من الأفعال الوضيعة التى لا تخدم الجيرة أو الأخوة العربية. لقد غاب عن حكام الدوحة أن ما حدث عام 2014 كان أكثر من إشارة وأكبر من إنذار لعل وعسى أن تتوقف أبواق قطر عن الضجة المفتعلة بكل أدوات التشنج والمزايدة والتى تستهدف وضع العالم العربى فى حالة من الذعر والقلق بواسطة هستيريا التخويف التى تثير شك كل بلد عربى تجاه أشقائه الآخرين. والحقيقة إن جوهر وصميم المشكلة يتمثل فى محاولة قطر أن تصنع لنفسها دورا أكبر من حجمها اعتمادا على لعبة التقليب والتنقيب فى بعض الملفات والوثائق القديمة وانتقاء كل ما هو سلبى وعبثى لكى يخدم هدف قتل الروح المعنوية لشعوب الأمة وإفقادها أى ثقة بنفسها وبقدرتها على النهوض بعد أن تصاب النفوس بالمرارة والاكتئاب من سواد الصورة التى يجرى ترويجها لإدخال الأمة فى مرحلة انعدام الوزن. ولعل من سخرية القدر أن تتوهم هذه الدويلة أنها قلعة الحرية وقبلة الديمقراطية كما يقول ذيولها الذين يقبضون من خزائنها، بينما هم يتعامون عن جحيم الاستبداد الذى يعانى منه القطريون والذين لا ينطلى عليهم رنين الكلمات البراقة فى فضائية الفتنة والتحريض التى تتجاهل الواقع وتستخدم حرية التعبير كمدخل لتعجيز شعوب الأمة بالدق المستمر على طلب المستحيل. ومهما طال الزمن فإن الشمس سوف تشرق من جديد على أرض قطر وتنير الطريق لشعبها بعد أن تزول الغمة ويذهب العابثون إلى مزبلة التاريخ! خير الكلام: يا حسرة على وطن ضاع منه التكرم والوفاء وبقى الغثاء ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله