مهما كانت المرارة فى نفوسنا من جحود بعض من وقفت مصر إلى جانبهم بأمانة وشرف فإن مصر تترفع عن العتاب ولا تلقى بالا للهراء. مصر تعرف وعن يقين أن وزنها وقيمتها مسألة محفورة فى ضمير كل شعوب الأمة ومن ثم فإنها وبرغم أية إساءات تتبنى سياسة الأبواب المفتوحة حتى مع بعض الصغار الذين يتوهمون قدرة زائفة على إحكام حلقات الحصار حولها بمؤامرات مكشوفة ورخيصة. وما أبعد المسافة بين مصر التى تقرأ أحداث الساعة وترى فيها فرصة سانحة لتغيير إيجابى وعميق ينعكس بالخير على كل شعوب الأمة وبين من يريدون التغيير باتجاه الفوضى والتخريب وقد كانت كلمة الرئيس السيسى أمام القمة العربية بمثابة قرار اتهام واضح ومحدد وصريح تجاه من يصرون على دعم الإرهاب تحت رايات كاذبة ومضللة! وأزمة البعض فى منطقتنا أنهم لا يقرأون التاريخ جيدا، وإذا شرعوا فى القراءة فإنهم يقرأون صفحاته بالمقلوب ومن ثم يغيب عنهم أن مقاصدهم وأهدافهم غير المشروعة تجاه مصر محكوم عليها بالفشل فى نهاية المطاف لأن مصر لا تسعى للمغامرات والصراعات ولا تستهدف هزيمة أو عزل أحد فى إقليمها، وإنما تريد أن يفهم الجميع أنها لن تسمح لأحد بالعبث فى شئونها الداخلية تحت أى مسمى وفى ظل أية رايات مضللة. ولعل أكبر دليل على ذلك أن مصر منشغلة بنفسها ولا تلق بالا لعبث العابثين إنها وبرغم ضراوة الحرب ضد الإرهاب فإنها تقيم أضخم ورشة عمل وبناء وتنمية تجسد رؤية اجتماعية شاملة تستهدف بناء مجتمع جديد قادر على تشكيل ملامح مستقبل جديد يجارى تطورات العصر ولا يبتعد عن تقاليده المتوارثة عبر الأجيال. مصر التى لديها القدرة على مراجعة نفسها وتحمل آلام وتكاليف العمليات الجراحية الضرورية لإصلاح اقتصادها هى ذاتها مصر التى تملك القدرة على مواجهة الكارهين والحاسدين لها ممن ينتمون للأمة العربية ومن يساندونهم من الخصوم والأعداء من داخل وخارج الإقليم! خير الكلام: أحق الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;