رغم أية أحاديث تتعلق ببطء اتخاذ القرار العربي ضد التجاوزات القطرية غير المقبولة سياسيا وأخلاقيا فإن ما يحسب للسعودية ومصر والإمارات والبحرين أن هذه الدول الأربع نسقت مواقفها وحددت رؤيتها في لحظة فارقة استشعرت فيها أن شعوبها تتعرض لمؤامرات خطيرة تهدد سلامتها من خلال أعمال تمس سلامة الجبهات الداخلية وأن استمرار السكوت علي ذلك يمكن أن تنتج عنه أوخم العواقب علي أمن وسلامة الأمة العربية بأسرها! والذين تابعوا الاتصالات الدبلوماسية المكثفة المعلنة وغير المعلنة بين الدول الأربع في ال 96 ساعة التي سبقت قرارات فرض العزلة والحصار علي قطر يدركون أن الأمر كان محل بحث ودراسة، وإنه إذا كانت حبال الصبر قد امتدت بأكثر مما يجب تجاه تجاوزات الماضي فإنه من غير الممكن السكوت عن رؤية أخطار تتحرك في الحاضر وتحمل في طياتها إشارات دالة بشأن مستقبل غامض محفوف بكل عوامل التوتر والقلق ليس في منطقة الخليج وحدها، وإنما في كل بقعة امتدت إليها أصابع التآمر القطري فوق الخريطة العربية. والحقيقة إن تجاوزات السياسة القطرية وما تفرع عنها من مشاكل بلغت في السنوات الأخيرة حدودا يصعب السكوت عليها بعد أن كثفت الدوحة عبر آليات تزييف الوعي التي تملكها من جرعات التحريض علي الفتنة، والعمل علي نشر الفوضي في معظم الأقطار العربية لتعطل جهود البناء والتنمية التي ذهبت مواردها واعتماداتها لمطاردة الفلول الحاقدة والمذعورة الذين ترعاهم قطر وحليفتها تركيا! والذين يستغربون من قسوة الإجراءات العربية الأخيرة بفرض الحصار والعزلة علي نظام قطر يتجاهلون أن الدوحة أفرزت بسياستها الحمقاء واقعا عربيا خطيرا ومرعبا لا يمكن التعامل معه بالتصور التقليدي واستسهال القفز عليها بسياسات المصافحة وتبويس اللحي.. ومن ثم ينبغي التعامل معه بنظرة موضوعية لكي تشكل صدمة إفاقة ليس للدوحة وحدها وإنما أيضا لكل المندرجين ضمن ركابها! خير الكلام: أعظم القوم من أدبتهم الحكمة وأحكمتهم التجارب ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله