هذا السراب الخادع عن قدرة المال على صنع المعجزات واكتساب المكانة هو الذى قاد دويلة قطر إلى هذه العزلة العربية القاسية التى جعلت منها دولة منبوذة لتجنب شرورها بعد أن انحرفت سياسات الدوحة عن حدودها وشردت وراء مطامع حكامها بحثا عن أمجاد زائفة هى بحكم التاريخ وبحكم الجغرافيا ليست مؤهلة لها. إن أحدا لم يسع يوما إلى عزل قطر وإنما هى التى عزلت نفسها بسوء سلوكها الذى اتجه نحو تغييب روح الأمل لدى شعوب الأمة والدق باستمرار على وتر إشعار الأمة بأنها دائما تحت نيران الألم وسيوف الخطر. بوضوح وبصراحة ودون أدنى مبالغة يمكن القول : إن قطر عزلت نفسها بعد أن استمرأت استخدام أسلحة الأكاذيب والشائعات والفتن كمنهج يجافى كل متطلبات الصدق والصراحة والشفافية فى التعامل داخل الأسرة العربية الواحدة. لقد عزلت قطر نفسها عندما توهمت القدرة على التضليل عبر شاشات الجزيرة وملحقاتها وتجاهلت أبسط مبادئ الإعلام النظيف والسياسة المستقيمة من خلال الإصرار على تزييف الواقع وخلط الأوراق وتشويه الحقائق وتوسيع المسافة بين الواقع والحقيقة فى كل بلد عربي. وبينما أغلب شعوب الأمة تتوحد من أجل ضرب الإرهاب الذى يشوه صورة العرب والمسلمين فى نظر العالم ويعيق أحلام التنمية من المحيط إلى الخليج كانت قطر وحدها شاردة عن الصف ترعى الإرهاب وتؤوى الإرهابيين ومن ثم لم يكن هناك مفر مما لا بد منه على شكل صحوة عربية من أجل إنهاء هذا الوضع الشاذ وإسقاط القائمين عليه مهما يكن الثمن. والخلاصة أن الدرس الأول قد انتهى يا أغبياء قطر وعليكم أن تبادروا قبل فوات الأوان بالاعتذار عن أخطائكم والمسارعة بطلب العفو والسماح مع التزام بالعودة إلى الصواب حتى تتجنبوا الدرس الثانى وما يحمله من ظلام العزلة الذى لا نور فيه ولا أمل! خير الكلام: لا تقطع ذنب الأفعى وترسلها إن كنت شهما فاتبع رأسها الذنبا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;