في اعتقادي أن مواجهة الحرب النفسية ترتكز علي عنصر أساسي هو إرادة التحدي لأن التحدي هو أقوي وأنجع سلاح وهبه الله للإنسان لكي يستطيع أن يتخطي عقبات الحياة وأن يذلل به كل الصعوبات التي تعترض مسيرة التقدم والتطور الإنساني. وقد فطن العرب والمسلمون الأوائل إلي هذه الحقيقة وجعلوا من إرادة التحدي مدخلا لكل إنجازاتهم وفتوحاتهم.. ألم يكن دخولهم الإسلام رغم اضطهاد المشركين لهم إلي حد مطاردتهم في أرزاقهم عنوانا صادقا للتحدي الكامن في نفوسهم؟ ونحن اليوم لا نستطيع أن نواجه مصاعب الحاضر أو أن نتحسب لتحديات المستقبل دون أن نأخذ العبرة والعظة من دروس الماضي فالعبور إلي المستقبل يحتاج إلي قنطرة عبور تتشكل دعائمها من تراكمات تجارب الماضي ودلالات معايشة الحاضر.
وعندما نطل علي واقعنا العربي والإسلامي الراهن نجد أننا نتعرض لحرب نفسية شرسة تستهدف إفقاد العرب والمسلمين ثقتهم في أنفسهم ودفعهم إلي خنادق اليأس والإحباط والاستسلام للأمر الواقع والقبول الاضطراري بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان! والسبب أننا نجد بين ظهرانينا من يروج لتغييب إرادة التحدي التي كانت أعظم سمات هذه الأمة وسر انتصاراتها في عهود مجدها. ومعني ذلك أن البناء الصحيح للداخل هو أول خطوة لبناء قوة المناعة في مواجهة غزوات الحروب النفسية بأشكالها المتعددة. والبناء الصحيح يحتاج إلي قوة الإرادة الذاتية خصوصا إرادة التحدي باعتبارها السلاح ذي الحدين في معترك الحرب النفسية التي تفرض علينا هذه الأيام فبالتحدي نستطيع أن نصد تلك الهجمات الشرسة والمتلاحقة التي تتدافع صواريخها لتدك صمودنا وتمسكنا بحقوقنا, وبالتحدي نستطيع أن نملك زمام المبادأة ونخترق حصون الآخرين اعتمادا علي ما نملكه من وثائق تاريخية تدعم حقوقنا الوطنية والمشروعة. وغدا نواصل الحديث..
خير الكلام: لا تثق بالكلب النائم أو الذئب الشارد! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله