تأملوا معي أنها نفس الحروف مع اختلاف مواقعها في الكلمة وبدونها لن نستطيع تحقيق أي انجاز صغيرا كان أو كبيرا, فلابد من توافر الإرادة أي( الرغبة والقدرة) ولابد من وجود إدارة حديثة لنجاح أي انجاز. لقد كانت الصدمة الكبري بنكسة عام1967 وما أعقبها من6 سنوات عجاف حتي تحقق النصر في السادس من أكتوبر عام1973, كانت الحياة لها طعم المرارة, واختبارا حقيقيا لصلابة وتلاحم هذا الشعب, فقد عاش وتعايش معها وتغلب عليه بكل فئاته وطوائفه لا فرق فيها بين مسلم ومسيحي, الكل في نسيج واحد, حتي الطائفة اليهودية لم يتعرض أي منها لأذي وتتمتع بجميع حقوق المواطنة كمصريين, واجتمعت الإرادة والإدارة ليستعيد الجيش المصري توازنه وتنظيم قواته من جديد في ست سنوات وكان العبور من الهزيمة إلي النصر, وتم إعداد الدولة للحرب وأخذنا بكل السبل المتاحة وأعددنا لهم ما استطعنا من قوة, وحالت ساعة الثأر وعرف العدو يوم السادس من أكتوبر1973 من هو الجندي المصري, أنهم كما وصفهم الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم( خير أجناد الأرض) فكانت الإرادة الصادقة في النصر أو الشهادة وعنصر المفاجأة والمبادأة والإدارة الحكيمة مفاتيح النصر, ووفقنا الله, لقد كان بحق نصرا عزيزا أعاد لمصرنا عزتها وكرامتها. خاضت مصر معركة السلام ولم تكن أقل وطأة من معركة استرداد الكرامة فقد دارت رحاها في أروقة الأممالمتحدة ووزارات الخارجية والمنتجعات والقصور الرئاسية في قاعات مكيفة قد تبدو للوهلة الأولي بأنها النعيم إذا ما قورنت بمن حاربوا علي خط النار ولكنها الجحيم بعينه نعم لم ترق فيها الدماء ولم يحرق بشر بل تصبب العرق, واحترقت الأعصاب إنها مسئولية تحرير كل شبر من الأرض مع خصم أقل ما يقال عنه إنه مراوغ, وأدارت القيادة المصرية معركة السلام بحكمة بالغة أدهشت العدو قبل الصديق وحشدت لها اساطين الدبلوماسية والخبراء المحنكين وبالإرادة الصادقة والإدارة الرشيدة استطعنا استكمال تحرير كل شبر من سيناء الحبيبة. ما أحوجنا اليوم إلي إرادة النصر, إرادة التحدي وتخطي الصعاب, فلدينا الكثير من التحديات. ألا يعتبر الاكتفاء الذاتي من القمح تحديا, البطالة وهجرة الشباب إلي المجهول, تعمير سيناء, تطوير منظومة التعليم, دفع عجلة الاقتصاد, التحديات كثيرة وكبيرة وتحتاج إلي الإرادة الصادقة والإدارة الرشيدة, فليكن لنا في ذكري الخامس من يونيو وقفة لنتذكر ونشحذ الهمم ونجدد الإرادة في مواجهة التحديات ونرسل تحية إجلال واحترام لأبطال الحرب والسلام, فلا شك أن الإرادة والإدارة.. كانت مفاتيح النصر.