تحقيق : امانى نوار - نهى العليمى - لميس سامى - ايات الموافى - امانى زيان - يارا سامى - رانيا علوى - ايمان عبد الفتاح - هيام هداية مبدأ احترام الآخر والقدرة على التواصل والتفاهم واحترام الأديان دون إقحامها فى ردود أفعالنا بشكل سلبى ليست وليدة الصدفة فالدور التربوى الذى تلعبه المدرسة هو اللبنة الأولى فى رسم صورة للطفل عن نفسه وعمن حوله فإذا ما ظهرت بعد ذلك الفتن الطائفية فإن أى محاولة للإصلاح بعد ذلك ربما تكون صعبة لشباب رسخت معتقداتهم بما فيها من أفكار سلبية تجاه الآخر. ونتناسى أن المدرسة والمدرسين هم أصحاب اليد العليا فى تكوين فكر الطفل وهذا ما يجعلنا نتساءل: هل هناك مادة تدرس للمدرسين لتعلمهم كيفية تعاملهم مع الأطفال لمواجهة أسئلتهم حول ديانة أخرى؟ هل المدرسون مدربون على التعامل مع اختلافات الأطفال فيما بينهم وحلها عندما تتعلق بمسائل دينية تتراكم وتكبر معهم بعد ذلك؟! هل تجتمع مدرستا الدين المسيحى والدين الإسلامى فى حصة قبل أن تعلنا الفصل بين الأطفال خلال حصة الدين وتوصلا لهم بأسلوب بسيط كيف أننا جميعا نحب الله ونخافه . وإذا كانت هناك آراء كثيرة تنادى بتغيير المناهج التعليمية للأطفال بما يخدم مبدأ التعددية واحترام الآخر والتسامح فإن تأهيل المعلم هو الخطوة الأولى والأهم فقد يكون المنهج مثالياً ولكن من يلقنهً. السطور القادمة مشاهد واقعية عشناها وتركت علامات فى نفوسنا نرصدها لأننا بالتأكيد فى حاجة إلى تأملها وفهم أبعادها لنضع يدنا على مواطن الخلل ونتلمس سبل النجاة من الطوفان. مشهد (1) عندما دخلت ابنتى المدرسة ومن أول حصة دين انفصلت عن بعض من أصدقائها فى الفصل عندما جاءت مدرسة الدين المسيحى بدون سابق إنذار واصطحبت الأطفال المسيحيين وهنا اعتقدت ابنتى وكثير من الأطفال أن هؤلاء الأطفال لا يحبون الله لأنهم لا يريدون حفظ الفاتحة.. على حد قول ابنتى التى لم تتعد الأربع سنوات وقتها! مشهد (2) عندما قالت لى ابنتى أنها وقفت عاجزة أمام صديقتيها المسلمتين اللتين حذرتاها من اللعب مع صديقتها المسيحية لأنها كما قالا لها سوف تدخل النار أدركت أنه ليس دورها أن تقتنع البنتان بما تربت هى عليه من عدم التفرقة بين أحد وآخر للونه أو دينه أو أفكاره وأن الدين علاقة بين العبد وربه لا دخل لإنسان فيها ولا يوجد من يستطيع أن ينصب نفسه حكما على العباد.. لكننى تساءلت لماذا لا يقوم المدرس فى مدرستها بدوره؟1 مشهد (3) صديقتى نيفين المسيحية أخبرتنى أن أى مشروع مدرسى يحتاج لتقسيم الطلبة إلى مجموعات ويحرص على أن تكون مجموعة الأطفال المسيحيين فى فريق واحد دائما . والغريب فى الأمر أن المسئولة عن هذا كانت مدرسة مسلمة العام الماضى وهذا العام هى مدرسة مسيحية والنتيجة واحدة.. الأمر الذى يؤدى لانعزالية وصعوبة تقبل الاختلاط ابن صديقتى نفين أيضا تعرض لانتقاد أصدقائه المسيحيين عندما علموا بصداقته القوية لزميله المسلم فى فريق كرة السلة فى النادى ونصحوه بالابتعاد عنه لأنه مسلم لا يؤمن له على حد قولهم. المشهد (4) طالب فى إحدى الجماعات والأسر الموجودة بالجامعة يدخل أحد المدرجات المليئة بالطلبة يمسك الميكروفون ليصرخ ويعلو صوته يسب ويشتم ويتحامل على المسيحيين. المشهد (5) إحدى الأسر الجامعية مؤسسها شاب مسيحى قصر عضوية الأسرة على مسيحيين وإذا أراد أحد المسلمين من الجنسين الاشتراك فى إحدى الرحلات أو شراء إحدى تذاكر الحفلات كانوا يرفضون رفضا تاما مشاركة المسلمين، الخطأ هنا ليس خطأ محمد وأحمد أو بيتر ومايكل وإنما فى تنشئتهم وتربيتهم فى المدرسة وفى البيت. مشهد (6) عندما كنت طالبة فى إحدى مدارس الراهبات كان يلفت انتباهى شيئا غريبا وهو أن صديقاتى المسيحيات كن عندما يحضرن القداس الذى تقيمه المدرسة كل أول خميس من كل شهر يرفضن التحدث عما دار داخل القداس بالإضافة إلى أنهن يرفضن دائما التحدث عن أى شىء يتعلق بدينهن ولذلك كن يجلسن بمعزل عنا ولا يندمجن مع أى فتاة من غير دينهن وأضيف إلى ذلك أنهن كن يرفضن أن نطلع على كتاب الدين المسيحى . مشهد (7) أول يوم لى فى الجامعة كنت سعيدة للغاية لكننى كنت أندهش عندما تطلب منى أى فتاة أتعرف عليها معرفة اسم والدى وفور النطق باسمه سرعان ما أجد ابتسامة عريضة وغريبة ترتسم على وجه الفتاة ولا أعرف معناها.. ابتسامة تزيدنى دهشة وحيرة وعندما وصلت إلى منزلى سألت والدتى لماذا تود كل فتاة أتعرف عليها معرفة اسم والدى فأجابتنى قائلة: حتى يعرفوا إذا كنت مسلمة أم مسيحية ولأننى لم أكن أرتدى أى سلسلة تكشف عن ديانتى ولأننى لم أكن محجبة ولأن والدى اسمه سامى احتار الجميع فى أمرى وظلوا يتعاملون معى بحرص شديد ولكن بعدما عرفت من والدتى الغرض من السؤال أصبحت أقول اسمى بالكامل حتى أريح الجميع وأرتاح من نظراتهم الحائرة مشهد (8) منذ يوم التحاقى وحتى يوم التخرج كنت اعرف أن طلاب كلية التربية لديهم شعبية كبيرة بجامعة عين شمس رغم أنها بعيدة عن الحرم الجامعى بالعباسية. ولأنها كلية مساحتها صغيرة فالأغلبية من الطلاب يعرفون بعضهم البعض فالأنشطة مشتركة باتحاد الطلبة والأسر والحفلات والندوات. الحدث: فى أحد الأركان بالكلية وكان مكانا لتجمع دائم للشباب والبنات المسيحيين لإقامة النشاطات الخاصة بهم كان الشرط الأساسى وقانون هذا المكان ألا يجلس به أى من الشباب المسلم. ذات يوم حاولنا الاقتراب منهم والتحدث معهم لكن أغلبهم تجنبنا لأن إحدى الزميلات المحجبات كانت تقف بجانبنا. مشهد (9) تقول ماريانا عادل الفرقة الثالثة آداب تقول: أصدقائى فى الجامعة هم نفس أصدقائى فى الكنيسة لذلك عند دخولى الجامعة كان أكثر ما يسعدنى أننا معا.. شلة إحساس يعطى الأمان وعدم الوحدة فنحن تسعة أفراد نجتمع دائما معا بعد انتهاء المحاضرات وأثناء ال Break فلقلة عددنا داخل القسم هذا يدفعنا إلى التجمع معا دائما فى الجامعة والكنيسة. مشهد (01) أما سارة بكلية العلوم الفرقة الثانية فتقول عن صداقتها لفتاة مسيحية أنها تأمنها على سرها وهى على غير الملة فأنا أتعامل معهم من بعيد أما أن تكون صديقه لى فمستحيل. مشهد (11) مازلت أتذكر جيدا استياء بعض زملائى من الحجرة التى كانوا يتلقون بها حصة الدين الخاصة بهم فقد كانت عبارة عن حجرة خشبية بنهاية إحدى طرقات المبنى لا يتجاوز حجمها الثلاثة أمتار ولا يوجد بها أية نوافذ للتهوية وكثيرا ما كنت أراهم يبحثون عن فصل خال تركه طلابه -للاستمتاع بحصة الألعاب- ليجلسوا به بدلا من تلك الحجرة الخشبية وبالرغم من مرور عدة سنوات على تركى المدرسة إلا أننى مازلت أتذكر نظرات الضجر التى كانت تنطق بها عيونهم ضيقا من فكرة تركهم الفصل لنا. مشهد (21) كانت مدرسة اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية تحثنا على الصمت أثناء الأذان وتدعونا إلى مشاركتها الدعاء الذى يليه رغبة منها فى تحفيظه لنا وقد نجحت بالفعل وكان لها الفضل فى ذلك ولكننى اليوم أتساءل: ترى بماذا كان يشعر الطلاب المسيحيون عندما يجدون غالبية الطلاب بالفصل يقولون ذلك الدعاء وهم لا.. ألم يكن من الأفضل أن يتم تعليمه لنا فى حصة الدين الخاصة بنا؟؟! مشهد (31) بعض زميلاتى المسيحيات كن بالمدرسة ينتهزن حصة الألعاب وينسحبن بهدوء إلى الفصل لإقامة بعض الشعائر الدينية وذلك بالطبع دون علم أحد فقد كن ينتظرن خروج جميع من بالفصل ليبدأن فى قراءة الترانيم وقد علمت بالأمر عن طريق الصدفة حينما أحسست بالجوع فى ذات مرة واضطررت إلى دخول الفصل فجأة لإحضار الساندوتشات فأثار انتباهى ارتباك بعضهن بعد أن توقف جميعهن عما كن يفعلن فانسحبت فى صمت.؟ لا يجب أن تكون هناك مدارس دينية على الإطلاق د. محمود الناقة رئيس الجمعية المصرية للمناهج وعضو مجمع اللغة العربية يقول: المجتمع بكل فئاته وعقائده وشرائحه وطبقاته يحتاج إلى الانتماء والولاء بحيث يتم غرس هذه الفكرة فى نفوس أبنائنا لكى تتلافى أى ملمح يسىء إلى الدين أو لفئة اجتماعية، ويقبل كل منا الآخر واحترام الحقوق فضلاً عن أن المناهج يجب أن تراعى حقوق الإنسان. يضيف د. الناقة المنهج ليس مجرد مقرارت دراسية ولكنها عملية تعليمية متكاملة تتضمن المدرسة والمدرس والمقررات الدراسية والأنشطة الرياضية والمكتبة وحصص الألعاب، فى الواقع يتم عزل الأقباط فى حصص الدين مما يعطيهم شعوراً بأنهم قلة وكأنهم منبوذون يجب ألا ننسى أيضاً أن للأسرة أحياناً تأثيراً أكبر من ناحية الجوانب الدينية أكثر من المدرسة: فإذا كان التاريخ القبطى له بصمات وتأثير فما المانع من تسليط الضوء عليه. يوضح د. الناقة: لا يعقل أن يتم إلحاق بعض المواد الموجهة لكل دين على حدة فهذا أمر مفتعل ويقول: لابد من وضع مناهج تعالج القضايا الآنية وعندما يقرأها الطالب سواء المسلم أو المسيحى لا يشعر بأنها موجهة له شخصياً ولكنها موجهة لشخص عام دون اختلاف وذلك مرتبط بطريقة كتابة الكتب ومعالجة المناهج داخل الفصول والمدارس. أما د. كمال مغيث أستاذ بمركز البحوث التربوية فيرى أن هناك فارقاً بين الدولة الحديثة التى تتواكب مع مبدأ المواطنة والتعليم وبين الدول الوسطى التى تقوم على مبدأ الطوائفية. ويضيف مغيث: إننا فقدنا المشروع الثقافى فنحن لسنا دولة رأسمالية أو اشتراكية أو ليبرالية أو إسلامية، ولكنها ثقافة وهابية متزمتة والتى تهيمن على الشارع الثقافى، وبالتالى أثر على إعادة صياغة مناهج تعليمية إسلامية بديوية تستعدى القبطى وتشعره بأنه غريب فى وطنه، وكذلك فإن كتب اللغة العربية تحولت إلى كتب إسلامية فلا يوجد توضيح للعنصر القبطى، وأيضاً فإذا نظرنا إلى أنشطة المدارس فسنجدها تدار على أنها أسس إسلامية وعندما ننظر إلى مناهج التاريخ نجد أن التركيز الأكبر على الإسلامى.. كلها عن قصص إسلامية، أما الجانب القبطى فنجده غير موجود. وعن إمكانية تدريس مادة تحت مسمى المواطنة فيرى د. كمال أنها لن تترك تأثيراً إيجابياً للمواطن وذلك لغياب المشروع الثقافى فلابد من توافر مناخ مناسب للمقرر المنهجى الذى يقدم للطالب فى المدارس لأن العملية التعليمية ليست قاصرة على منهج فقط ولكن على المدرس والمدرسة ويلفت د. كمال إلى محور آخر وهو وجود ما يسمى بالمنهج الخفى وهى الأفكار التى تصل إلى التلميذ دون أن تكون متضمنة فى المنهج الدراسى مؤكداً ضرورة توافر المناخ الملائم لتدريس المناهج. ومن ناحية يطالب د. عدلى عزازى أستاذ بكلية التربية جامعة المنوفية بأن تكون المناهج المقررة مناهج عصرية وتلبى احتياجات الواقع وتناقش القضايا الملحة وهذا يتطلب مجموعة من خبراء التربية القادرين على فهم هذا المعنى وتطبيقه، ولكن ما نراه فى الواقع عكس ذلك. ويرى عزازى أن المناهج الموجودة لا تؤدى إلى فهم الدين الإسلامى الصحيح مما يجعل الطالب أحياناً ينظر باختلاف إلى الآخر. وأشار د.عزازى إلى أن البعض مازال يتصور أنه عند استخدام بعض الآيات القرآنية عن الجهاد فهذا تصريح بالحرب، مع أن هذا ليس صحيحاً لأن الجهاد أنواع مثل جهاد النفس والدعوة والكلمة وآخر مرحلة هى الجهاد الحرب، وللأسف فهذا يخلق مفهوما خاطئا عند البعض بأن من يعتدى عليك فيجب أن تعتدى عليه ويستغله فى أمور أخرى. ويضيف د. عزازى: كأستاذ جامعى أقوم بتدريس مادة تسمى الدين وقضايا العصر للصف الثانى الجامعى بكلية التربية والذى يحدث أننى كأستاذ مسلم أحاضرها للطلبة المسلمين والعكس صحيح مع أننى أرى أنه من الممكن أن يكون أستاذ جامعى واحد يعطيها لكلا الطرفين. مشيراً إلى أن عدم فهم الدين والغزو الثقافى من أهم الأمور الشائكة عند الأطفال والشباب لافتاً إلى أن الكل ينبغى أن يدرك جيداً كيف يقرأ ولماذا ولمن يقرأ؟ د. أمين محمد أبو بكر رئيس الإدارة المركزية للتعليم الأساسى بوزارة التربية والتعليم يقول: وأكد أن المناهج الدراسية المتواجدة تتضمن الكثير من المفاهيم التى تركز على مبدأ المواطنة وقبول الآخر، فضلاً عن أن القيم الأخلاقية والفطرية يتعود عليها الطفل منذ تنشئته الاجتماعية، ويرى أبو بكر أن المناهج المقررة وطريقة تدريسها لا تبث على الإطلاق على التفرقة أو التمييز بين الأطفال الأقباط والمسلمين، كما يظن البعض لافتاً إلى أن الأحداث الطائفية نتاج أيد خفية تحاول بين الحين والآخر العبث موضحاً أن المناهج التعليمية ليس لها علاقة بشحن نفوس الأطفال أو تنشئتهم تعليمياً على التفرقة بينهم ويقول د. أمين أن مجتمعنا يزخر بالعديد من مواقف التسامح والتعايش. وفيما يتعلق بفصل الطلبة الأقباط عن المسلمين أثناء تدريس التربية الدينية يقول د. أمين أنه عادة ما يتم الفصل بينهم لأنه أمر طبيعى. ويؤكد د. أمين أن مناهجنا تحمل قضايا ومفاهيم لقبول الآخر. لكن د. عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ المعاصر فى جامعة حلوان. يرى أن المناهج الدراسية لا تفيد إطلاقا فى تنمية إحساس المواطنة عند البراعم برغم أن الدستور ينص على المواطنة، ومن المفروض أن تدرس المواطنة عمليا ويراها الطالب فى الواقع وليس مجرد نصوص. ثم إننا فى كل مشكلة تحدث نبدأ بالاستعانة بالنصوص المقدسة سواء مسلمين أو مسيحيين وهذا لا يصح فنحن نتحدث عن الانتماء لهذا البلد وليس للنصوص الدينية علاقة بذلك. الدستور لا يفرق بين مسيحى ومسلم فهل هذا ما يحدث؟ هناك أسباب مهمة جدا تسببت فى قتل إحساس المواطنة بين الطرفين. يقول د. عامر دسوقى: كثير من الناس يسوغون أنهم لا يأخذون حقوقهم بحجة أنهم أقباط رغم أن تقاريرهم تكون ممتازة وحقوقهم محفوظة ولكن الوظائف الإشرافية هى التى أحيانا لا تصلهم بسهولة وذلك لأن قانون العمل الموحد الذى صدر سنة 4691 ساوى بين الكادرات الوظيفية فأصبح الكل عاملين والترقية بالأقدمية المطلقة ماعدا الوظائف الإشرافية ويتم تشغليها بالامتياز وذلك حسب الكفاءة.. ولكن البعض ينحاز لأهوائه الشخصية والبعض متعصب إما عرقيا فلا يختار النساء أو متعصب دينيا فلا يختار مسيحياً أو العكس. ثانيا :النصوص المدرسية أحيانا لا يوجد بها انحياز ولكن القائم بالتدريس عندما تغلق عليه الأبواب مع الطلبة كيف يوجه المنهج وطريقة طرحه على عقولهم هل هى سوية أم لا. وثالثا: منهج اللغة العربية فى الأدب والبلاغة والشعر هؤلاء الشعراء القدامى كانوا يستعينون بالقرآن والحديث فى أشعارهم وعن شرح الأغراض البلاغية يضطر الطالب لحفظ آيات أو أحاديث وأيضا يكون هناك نصوص قرآنية إجبارى حفظها عليهم ورابعا: بالنسبة للتاريخ مثلا فى الحروب الصليبية الذى يتناول هذا الموضوع لا يجب أن يتناوله من ناحية دينية فالحروب الصليبية قامت لأسباب تجارية اقتصادية بحتة للسيطرة على الأسواق الخارجية فقط لا غير. وكان هذا فى القرن الحادى عشر ولقد ظهر الإسلام فى القرن السابع فهل تذكر الصليبيون حرب المسلمين بعد أربعة قرون؟! بالطبع لا. المشكلة الأكبر هى وجود مدارس إسلامية ومدارس قبطية لا يجب أن يكون هناك مدارس دينية على الإطلاق.. المدارس يجب أن تكون مشتركة وليست تحت أى مسمى دينى لأن هذا ما يخلق جو الانفصام بين الطرفين.؟ لابد أن نعلم أولادنا أن الاختلاف لا يعنى أن الآخر مخطئ كيف نعيد للنسيج المصرى ترابطه ونسترجع العلاقات الطيبة مسلمين ومسيحيين؟ ونعيد إصلاح الشرخ بينهما؟ طرحنا تساؤلانا على د. سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر فأجابت قائلة: لا نعمل مثل النعامة.. ونكتفى بالمؤتمرات الشعبية عن طريق القيادات الدينية.. مينفعش.. تبقى العملية تمثيل * تمثيل.. لازم نفتح الجروح وننظفها ومهم جداً نبدأ بالمدرسة.. نعمل مادة مستقلة نسميها منهج الحوار مع الآخر ويدرسها طلبة المدارس من أول الصف الإعدادى كى يتعلموا منذ الصغر أن الآخر ولو كان مختلفاً إلا أنه ليس مخطئا ويتعلمون كيف يتعاملون مع بعضهم البعض فى حب وتسامح. وجه العملة الآخر هو الإعلام فلابد من وضع حد للقنوات المتطرفة، وللأسف استوديوهاتهم تمتلئ بها مدينة الإنتاج الإعلامى التى يجب ألا تفكر فى الربح المادى فقط، ولكن فى المادة الإعلامية التى تبثها هذه القنوات، وهل هى مناسبة أم لا لأن مثل هذه القنوات قنابل موقوتة مهيئة للانفجار فى أى وقت حيث تشجع على الإرهاب وسفك الدماء. ونضع فى اعتبارنا دائماً أن العالم كله أصبح يخاف من تبنى هذه الأفكار، فلماذا نصر نحن على تبنيها؟! لابد أن نتعلم من أخطائنا وألا ننتظر حدوث كارثة جديدة. فى كل المناسبات الاجتماعية نرى الرموز الدينية إسلامية ومسيحية يتعانقون فى سلام ومودة، فمن أين جاءت هذه الخلافات التى أدت بنا إلى هذه الكارثة؟! ما يحدث أمام أجهزة الإعلام من جلسات عرفية وتقبيل الشيخ للقس ليست من القلب.. مشاكل الأقباط لازم تعالج من الجذور وليس القشور، فالقضية عميقة الجذور، حيث يستغل البعض ضعاف النفوس من الطرفين، لأن هناك تياراً متطرفاً مسيحيا ومسلما وهناك بعض أئمة المساجد يثيرون الفتنة مستشهدين ببعض الأحاديث الضعيفة متناسين معاملة الرسول مع أهل الذمة.. متناسين أن الدين المعاملة وأن مسئولية علماء الدين من الطرفين هى حفظ الأمن للطرفين أيضاً.. متناسين آيات كثيرة تدعو إلى حسن معاملة الآخر.. حيث قال تعالى: يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون (آل عمران: 46). وفى آية أخرى ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتى هى أحسن العنكبوت (64). وكذلك ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. كما يروى أن النبى- صلى الله عليه وسلم- عندما مرت من أمامه جنازة اليهودى قام واقفاً احتراماً للإنسانية. وصدق قول الله تعالى فيه: وإنك لعلى خلق عظيم.؟