لا أعرف ما الذى يفكر فيه الأمير تميم حاكم قطر الآن بعد أن اكتشف أنه كان يسير فى طريق خاطيء لكننى أعرف أن هناك من يوسوس فى أذنه بعدم التراجع تجنبا للشماتة من جانب من حذروه مرارا من هذا المسار الملغوم. إن القلق يضرب بقوة وعنف فى صدور القطريين الذين دهمتهم بشدة قرارات العزل والحصار وهذا فى حد ذاته مصدر قلق للأمير تميم الذى يملأ الشك قلبه توجسا وخوفا من كل شىء حوله وما يدور فى رءوس المحيطين به سواء داخل الأسرة الحاكمة أو رجال حرسه الخاص خصوصا عندما يستدعى من الذاكرة شريطا طويلا من صراع طويل وعنيف ومرير حول السلطة منذ إقالة جده الأمير خليفة بمؤامرة من والده الأمير حمد عام 1995. نعم لا أعرف ما الذى يفكر فيه الأمير تميم الآن وهو أسير للحيرة التى دفعت به إلى تحالف غريب تجتمع فيه أغرب المتناقضات مثل أنقرة وطهران حيث لا تفسير لهذا التحالف ولا مسمى له سوى إنه حلف للكراهية الحاقدة ضد كل ما هو عربى وليس بمقدور هذا الحلف أن يفرز قوة حماية لقطر سوى بعض الضجيج الإعلامى والسياسى الصاخب المصحوب بخطوات وإجراءات مظهرية متشنجة من نوع الحديث الفارغ عن إرسال قوات تركية لحماية عرش قطر. ويحسن الأمير تميم صنعا لو أنه استمع إلى صوت العقل وأبعد أذنيه عن مستشارى السوء المحيطين به وأدرك أن الموقف العربى والخليجى لا يستهدف إزاحته من سدة الحكم وإنما يستهدف تغييرا جذريا فى السياسات القطرية التى لم يعد بإمكان أحد ممن يهمهم أمن واستقلال واستقرار المنطقة أن يسكت عنها وأن يتعامى عن رؤية مخاطرها الحالية والمستقبلية. وكمواطن عربى لا أملك سوى نصيحة مخلصة وصادقة لأمير قطر: عد إلى أهلك من بنى عروبتك وكفى اختبارا لصبرهم ولقدرتهم على تحمل الصغار وصغائر الأعمال لأن صبر الحليم ليس سقفا مفتوحا وإنما له حدود!. خير الكلام: ومن يطع الواشين لا يتركوا له صديقا وإن كان الحبيب المقربا!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;