علي ضوء ما بدأ يرشح من معلومات شبه مؤكدة عن محاولات صادقة بذلتها المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة علي مدي الأشهر الأخيرة لترشيد السلوك القطري الذي يهدد استقرار المنطقة بوجه عام واستقرار وأمن دول الخليج بوجه خاص. لم يكن أمام السعودية والامارات والبحرين من خيار بعد نفاد الصبر وعدم وفاء الدوحة بالوعود والعهود سوي قرار سحب سفراء الدول الثلاثة من العاصمة القطرية في رسالة مفادها «إلعب غيرها ياشيخ تميم». لقد كشف الكاتب الكبير جهاد الخازن النقاب عن مضمون مذكرة أطلق عليها اسم «وثيقة الرياض» ووقع عليها كل من خادم الحرمين الشريفين وأمير دولة الكويت وأمير قطر بتاريخ 23 نوفمبر عام 2013 أي قبل ثلاثة أشهر وكان مضمون الوثيقة ينص علي ضرورة التزام قطر بوقف دعم الإخوان ووقف دعم الحوثيين ووقف استخدام قطر كملجأ للمعارضات الخليجية... وكشف النقاب أيضا عن أن العاهل السعودي أصر علي كتابة الوثيقة والتوقيع عليها وعدم الإكتفاء بالالتزام الشفهي من جانب الأمير تميم حيث صارحه الملك عبد الله قائلا: «أنت مثل أبوك ولن أصدق ما قلت إلا إذا التزمت بذلك كتابة ووقعت عليه أمام أمير الكويت». وعلي عكس ما زعمت قطر وبوقها الإعلامي في «قناة الجزيرة» بأن قرار سحب السفراء يرجع إلي مساندة الدول الثلاث لمصر فإن وثيقة الرياض لم تتضمن شيئا عن مصر أو سوريا أو قناة الجزيرة وإنما تناولت قضايا خليجية فقط بعد استشعار خطر يهدد مجلس «التعاون» الخليجي قد يؤدي إلي تحويله إلي مجلس «التعارض» الخليجي بعد أن أصبحت قطر ساحة مفتوحة لاحتضان المعارضين من الدول المجاورة بعد منحهم حق اللجوء وحرية القيام بأنشطة سياسية معادية ضد دولهم. وعندما جددت الدول الخليجية محاولاتها لترشيد السلوك القطري في اجتماع جري يوم 17 فبراير الماضي علي أرض الكويت وبحضور أميري الكويتوقطر لم يستطع الشيخ تميم أن يبرر عدم التزام قطر بوثيقة الرياض وكانت النكتة الكبري عندما زعم أن القرضاوي لا يمثل قطر وأنه سيكرر زجره وتنبيهه لوقف التحريض عبر قناة الجزيرة .. عندئذ أدركت الدول الخليجية أن الشيخ تميم مثل أبيه وأنه يواصل المراوغة ومن ثم كان لابد أن يقال له « إلعب غيرها يا شيخ تميم»! خير الكلام: أقول ولا ألام علي مقال.. علي الإخوان كلهم العفاء ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله