كان الذهاب المصرى إلى القمة العربية فى الظهران عنوانا لرؤية مصرية عميقة تملك أدوات القدرة على استشعار الخطر وإرسال إشارات واضحة لكل من يهمهم الأمر بأن مصر تعى تماما ما يحيط بهذه الأمة من أخطار، وما تتطلبه الأوضاع الحرجة الراهنة من جهد مكثف وعمل دءوب لإطفاء نيران الحرائق المشتعلة ووقف نزيف الدم المسال بخطوات سريعة تستطيع معها الأمة العربية أن تستعيد احترام العالم لها. وفى كلمته أمام القمة لم يفت السيسى أن يضع النقاط على الحروف بمنهج المصارحة والصدق مع النفس والجرأة فى قول الحق وتسمية الأخطار التى تدهم الأمة بمسمياتها الصحيحة، سواء كانت أخطار أطماع خارجية أو أخطار أمراض وأوبئة إقليمية من نوع الإرهاب الأسود الذى ابتليت به الأمة لنصرة التطرف ضد الاعتدال وتغليب مساحات الدم على مساحات الخضرة والنماء، وإثارة الفوضى ونشر الفتن بمخططات التشكيك فى المعتقدات والمقدسات. لقد أرادت مصر أن تضع المشاركين فى قمة الظهران أمام أحد أهم المخاطر المستجدة على الساحة العربية فى السنوات الأخيرة والمتمثل فى الأنشطة المريبة لبعض الأطراف الإقليمية التى تريد أن تبنى لنفسها مناطق نفوذ باستغلال أنظمة عربية تورطت فى التآمر مع هذه الأطراف الإقليمية فى دعم وتمويل التنظيمات الطائفية والإرهابية. وأتطلع ببصرى لرؤية المشهد العربى وأتساءل عن دوافع تركيا وإيران فى محاولة العبث بالأمن والاستقرار العربى باستخدام المال والإعلام القطرى، وثلاثتهم يمثلون ذراعا إقليمية طويلة لمحور الشر العالمى الذى يرى من مصلحته غياب الاستقرار واستمرار التمزق والانقسام العربى، وازدياد حدته خدمة لأغراضهم ومصالحهم وأطماعهم التى ليس لها حدود! وظنى أن مصر تبنى رؤيتها للمسألة السورية وفق حسابات دقيقة لا يغيب عنها أن الأخطار القادمة أوسع فى أبعادها من حدود سوريا ومن ثم ينبغى التحسب والاستعداد لمواجهتها إذا اقتضى الأمر ذلك! خير الكلام: * إذا عجزت عن حمل الصخرة يمكن دحرجتها! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله