مع اقتراب موعد القمة المصرية السعودية التى تجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك سلمان بن عبد العزيز على أرض مصر غدا «الخميس» تتزايد الآمال حول إمكانية نجاح الزعيمين الكبيرين فى وقف حالة التدهور التى أصابت الأمة العربية فى السنوات الأخيرة باعتبارها الخطوة الأولى والضرورية لإحياء صيغة العمل العربى المشترك لتحصين الأمة فى وجه المخاطر المحدقة بها. وعندما نتحدث عن الحاجة إلى صيغة جديدة لإحياء العمل العربى المشترك فإن ذلك لا يعنى أى إلغاء لخصوصية الرؤية الذاتية لكل قطر عربى حول كيفية التعامل مع الأخطار والتهديدات الإقليمية والدولية, طالما أن الكل يتفق على الحد الأدنى من متطلبات بناء رؤية مشتركة تضمن الحفاظ على وحدة المصالح المشتركة. وعلى سبيل المثال فإن البعض فى العالم العربى يرى فى إيران خطرا لا يستهان به لإصرارها على مواصلة التدخل فى شئون الدول العربية, بينما يرى البعض الآخر أنه لا يمكن النظر إلى الخطر الإيرانى وإغفال النظر إلى الخطر التركى المماثل والذى بلغ حد توفير الملاذات الآمنة واستضافة منابر التحريض على الأرض التركية ضد مصر واختيارات شعبها... وربما نتيجة لهذه الانشغالة بإيرانوتركيا خفتت درجة الإحساس بالخطر الأهم والأكبر المتمثل فى إسرائيل ومخططاتها التوسعية. وليس سرا أن السعودية تبذل جهودا طيبة وحثيثة لإصلاح ذات البين بين مصر وتركيا انطلاقا من اعتقادها بأن ذلك أمر تفرضه ضرورات إعادة التوازن للمنطقة فى مواجهة التغول الإيرانى نتيجة تراجع الدور الأمريكى فى سوريا والذى صاحبه بروز جديد ومفاجيء للدور الروسى على الأرض السورية... وهنا يكون السؤال لماذا لا يتزامن مع جهود إصلاح ذات البين فى علاقات مصر مع تركيا جهود موازية لإصلاح العلاقات الإيرانية مع دول الخليج حتى يمكن قطع الطريق على من يريدون إبقاء العرب فى حالة استقطاب إقليمى بين إيرانوتركيا. وفى ظنى أنه إذا نجحت قمة السيسى وسلمان فى وضع النقاط على الحروف وتحديد مداخل ومخارج التصالح أو المواجهة مع الأطراف الإقليمية غير العربية فإن ذلك سوف يمثل إنجازا عظيما يدرأ مخاطر التدخل الأجنبى فى الشئون العربية الذى بلغ حدا يصعب استمرار السكوت عنه فى مواجهة تركياوإيران وإسرائيل. خير الكلام: الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ.. هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله