أظن أن لقطات عديدة فى المشهد الإقليمى الراهن وتحديدا فى التطورات الأخيرة للأزمة السورية بدءا من مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية فى دوما ووصولا إلى عدوان الضربة الثلاثية بالصواريخ الأمريكية والبريطانية والفرنسية ضد منشآت سورية تشى بأن هناك دورا مريبا لقوى عاتية تسعى لتوجيه الحوادث وفق سيناريوهات معدة سلفا اعتمادا على تقارير الجواسيس لكى يتم انتاجها على شكل أفلام مخابراتية بلغت من دقة تقنياتها أن قطاعا لا يستهان به من الرأى العام العربى والعالمى وقع أسيرا لهذه الأكاذيب الفاضحة! نحن إزاء صور مصنوعة من أجل التهويل وتحميل بعض الوقائع والأحداث أكثر مما تحتمل حقيقتها حتى تبتعد الأنظار عن صناع الخطر الحقيقى الذى يهدد أمن وسلامة واستقرار الشعب والوطن فى سوريا وجعلها أمثولة لمن يخرج عن عصا الطاعة. إن هذه الصورة المصنوعة بتقارير الجواسيس والأفلام الهوليودية هى التى سيطرت على العقل والوجدان العربى فى معظم الدول العربية طوال السنوات العجاف التى نجحت فيها قوى الشر العالمية فى إثارة النزعات الانتهازية للعديد من النخب السياسية العربية التى ارتضت على نفسها أن تكون أداة لتشويه رياح التغيير المشروعة من خلال انشغالها بالسعى إلى كراسى السلطة بالتطاول والافتراء على كل من يبدو فى نظر هذه النخب أنه بمثابة قوى معاكسة لأطماعها. وفى ظل هذه الصور المصنوعة من تقارير الجواسيس والأفلام المخابراتية تعمقت فى العديد من أوطان الأمة هوة سحيقة بين الأوهام وبين الواقع مما أدى إلى تفرقة الصفوف وبعثرة الجهود نتيجة التمادى فى افتعال ثقافات العداوة والكيد والوقيعة التى انشغلت بها الشعوب وانخدعت فى محتواها الفارغ. وما لم نسرع بنزع هذه الصور المصنوعة واقتلاعها من جذورها فإن الاحتمالات فى سوريا وغير سوريا تظل معبأة بأخطار غير محدودة ومن ثم وجب الانتباه ووجبت اليقظة! خير الكلام: إكذب على صديقك فإن احتفظ بسرك فاصدقه! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله