حالة الهستيريا أصابت من فى نفوسهم مرض بعد أن كشفت النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية عن فشل ذريع لدعوات المقاطعة ومن ثم لم يعد هناك شك فى أن كل الذى تعرضت له مصر من حملات التشكيك ودعوات الفتنة والتحريض كان من صنع قوى الشر المتحالفة مع فلول الجهل من أجل منع الميلاد الجديد لمصر التى أذهلتهم بقدرة شعبها على إحباط المؤامرات الخسيسة التى استهدفت استمرار تدفق طوفان القلق الذى تفجر بفعل أحداث الفوضى والتخريب فى السنوات العجاف. كان هدفهم أن يظل الشعب المصرى أسيرا لرعب سنوات الفوضى ومخاوفها لكى يعيقوا تطلعاته المشروعة فى الذهاب إلى المستقبل بكل متطلباته البناءة فى إطار رهانات خائبة بنيت على أوهام فارغة صاغتها عقول ضائعة غاب عنها تاريخ وسجل هذا الشعب فى القدرة على صنع المعجزات من ركام الأزمات. والآن بعد إنجاز الانتخابات الرئاسية الثانية كأحد أهم ثمار 30 يونيو ينبغى إلقاء نظرة مقارنة بين ما كنا عليه قبل 30 يونيو وما أصبحنا عليه الآن.. لقد اختلفت الصورة واختلفت الأمور بعد أن انكشف كل شيء وتبددت كل سحب الغموض التى أفرزتها السهام المصنوعة لنشر الفوضى وضرب الاستقرار بصناديق المفرقعات ودخان البارود.. والوقائع على الأرض كما تبدو الآن واضحة للعيان تشير إلى أن مصر الجديدة تعكس صورة حية حافلة بلمسات الأمل فى غد مشرق رغم تحديات ومصاعب اللحظة الراهنة. إن المشهد الراهن يوحى بأننا ذاهبون إلى المستقبل بخطى ثابتة وواثقة ومطمئنة ولكن ذلك لا يجب أن ينسينا أهمية استمرار اليقظة والحذر تحسبا لأية أخطار يحيك خيوطها الأشرار سواء من داخل أوكار الخطر فى جبال وكهوف سيناء أو عبر الخطوط الخلفية لهذه الأوكار فى فنادق الدوحة واسطنبول وسائر دول الملاذات الآمنة للفلول الهاربة من مطاريد الوطن! خير الكلام: الخيانة وصمة عار لاتزول بالعفو أو المصالحة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله