ونحن نتطلع إلى تحديات ومصاعب المرحلة المقبلة ينبغى ألا يغيب عن أذهاننا أهمية النظر أيضا بعيون الأمل إلى المستقبل المرتجى لهذا الوطن الذى يكفيه فخرا وشرفا نجاحه المذهل فى إنهاء سنوات الفوضى بأقل كلفة قياسا على ما حدث من كوارث ونكبات للعديد من دول المنطقة التى انخدعت بشعارات الربيع العربى المزعوم. ولعل أهم الدروس المستفادة من تجربة المواجهة الشرسة ضد دعاة الفوضى وفلول الإرهاب أن صلابة الدولة الوطنية ورسوخ مؤسساتها يمثل خط الدفاع الأول للوطن ومن ثم فإن علينا أن نتصدى لكل محاولات التشكيك فى سلامة وقوة بنيان الدولة بأعمدتها الصلبة وأن ندرك تمام الإدراك أن كل تصدع أو انقسام فى صفوف القوى الوطنية الداعمة لاستقرار وثبات الدولة المصرية بمنزلة خيانة عظمى يتحمل مسئوليتها كل من يزرع الفرقة ويغذى أسبابها. أقول بوضوح: إن استحقاقات بناء الأمل فى غد أفضل تتطلب صحة الإدراك بحجم الأخطار التى يمكن أن تهددنا ما لم نتصدى بكل القوة وبكل العزم لعواصف التحريض ورياح التشكيك التى يتواصل هبوبها علينا. وأول خطوة على الطريق تبدأ بتنقية الخطاب السياسى والإعلامى من كل أشكال الميوعة السياسية من نوع ما بدأ يتردد على ألسنة بعض الدبلوماسيين والمثقفين على إحدى الفضائيات الوطنية بدعوى أن معظم الدول العربية ترفض أى مساس بجماعة الإخوان ولتكن كلمتنا واضحة وصريحة بأنه لا مساومة ولا مهادنة ولا مصالحة ولا حلول وسطا مع الإرهابيين والأشرار ورعاتهم الإقليميين وفى مقدمتهم دولة قطر وأن يكون واضحا أن غالبية الشعب ترفض هذه الأطروحات المائعة ولسان الحال عند غالبية المصريين يقول إن المهادنة معهم خيانة وأن الباب مفتوح أمام من يريد العودة إلى حضن الوطن بشرط أن يعلن اعتذاره ويجاهر بتوبته وساعتها يمكن النظر فى أمره.. وأى كلام غير ذلك يمثل استهتارا بكرامة الوطن وعظيم تضحياته طوال السنوات العجاف!
خير الكلام: * حريتك مكفولة ما لم تصطدم بحرية غيرك! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله