بدموع حارة استقبلت السيدة نوال جاد خبر حصولها على المركز الأول للأم المثالية بمحافظة البحيرة، فلم تكن تتوقع أنها ستكون الأولى على المحافظة، رغم رحلة كفاحها وتضحياتها، بدأت تروى حكايتها بعد أن تمالكت أعصابها فقالت: فوزى فى هذه المسابقة أنسانى تعب الحياة، فقد تزوجت فى كفر الشيخ وأنجبت أبنى الاثنين وبسبب ضيق ذات اليد وصعوبة الظروف المادية قررت عام 1998مغادرة كفر الشيخ والانتقال الى محافظة العريش للبحث عن الرزق، عمل زوجى سائقا فى العريش وكانت الحياة هناك صعبة جدا، ورغم ذلك تحديت الظروف وحصلت على قروض المرأة الريفية كانت قيمتها 600 جنيه وبدأت بمشروع صغير فى تربية الطيور بالمنزل وبيعها، حدث لى حادث بعد عدة سنوات فأثناء تسقيف منزلى وقعت من الدور الثانى، ونقلونى الى البحيرة واجريت عملية خرجت منها بشلل فى قدمى وعانيت سنة كاملة لا استطيع التحرك، ولم أتمكن من رعاية ابنائى، وفى يوم تحاملت على نفسى واستطعت الوقوف بصعوبة مع جلسات العلاج الطبيعى مع ارادتى القوية، فقد شفانى الله من اجل ابنائى، وبفضل الله عدت مرة اخرى للعريش. وبدأت العمل فى العريش كى استطيع الانفاق عليهما لان زوجى فى هذا الوقت كان يجد صعوبة فى العمل، واستخرجت شهادة تأهيل وعملت بوزارة التربية والتعليم وفتحت مشروعا صغيرا فى المدرسة، وبفضل الله حصل ابنى الكبير على بكالوريوس علوم زراعية وبيئية، أما الصغير - وكان أملى كله فيه لذكائه الملحوظ - فقد التحق بكلية الهندسة «علوم الكيمياء» وسافر الى دولة المجر بعدما حصل على منحة من الاتحاد الأوروبى وحاليا يدرس هناك، وتضيف: لقد أصبت فى أحداث الروضة عام 2017 فقد كنت السيدة الوحيدة التى تم اطلاق النار عليها من الجماعات الارهابية وكانت الاصابة فى رأسى وخضعت لعمليات جراحية كثيرة خلال العام ونصف العام الماضى أدت الى شلل فى ذراعى وقدمى مرة أخرى، وقالت: فوزى فى مسابقة الأم المثالية ليس المرة الأولى، فقد حصلت عليها فى 2017 من الإدارة التعليمية بالعريش قبل أحداث الروضة بقليل.