عادت السيدة جيهان السادات أخيرا من رحلة علاج، طالت فى أمريكا، استغرقت أكثر من ستة أشهر وقد تكللت رحلتها بالنجاح والحمد لله وسوف تكمل بعض مراحل علاجها فى القاهرة، بعد أن أكد لها الأطباء الأمريكان أن فى مصر الآن أطباء مميزين لا تقل خبرتهم وكفاءتهم عن أكبر الأطباء فى العالم.. والسيدة جيهان السادات امرأة مصرية من طراز رفيع فى تواضعها وبساطتها، وقد عرفتها فى أيام المجد والأضواء وهى زوجة للزعيم الراحل أنور السادات وقد شاركته مشوار نجاحاته وبطولاته وشاركته بعد ذلك مرارة الفقد ومحنة الغياب وهو يستشهد أمامها وسط جنوده الذين حقق بهم نصر أكتوبر 1973.. بقيت جيهان السادات كما كانت دوما وظلت قلوب الناس تحفظ لها صورتها الطيبة وهى تزور المستشفيات وتشارك الجرحى والمصابين آلامهم وعطاءهم من أجل الوطن.. عرفت السيدة جيهان السادات وهى فى قمة الأضواء ثم شاهدت معها رحيل رفيق مشوارها وهى تودع معه كل شيء.. ثم كانت حياتها بعد غيابه امرأة مصرية عادية تسير فى الشوارع ويستقبلها المصريون فى كل مكان بمشاعر عميقة من الحب والعرفان.. عادت أخيرا من رحلتها العلاجية فى أمريكا وقد تعرضت لتجربة قاسية مع المرض ولكن استجابتها لكل مراحل العلاج كانت شيئا مبشرا، أسعد الأطباء الذين بقيت بينهم ستة أشهر كاملة وسوف يتابعون حالتها من خلال المركز الطبى للقوات المسلحة وهو من أكثر المراكز الطبية المتقدمة على مستوى الأطباء والمعدات والأجهزة والتخصصات.. كانت سعيدة بعودتها إلى بلدها الذى أحبته وعاشت فيه أجمل سنوات عمرها ضوءا وظلالا ومجدا.. كثيرا ما كنت ألجأ إليها وهى فى قمة الأضواء لعلاج شاعر صديق أو كاتب يواجه محنة فى عمله أو مسئول تعرض لظلم كبير وكانت للأمانة تهتم كثيرا بالمشاكل والأزمات التى يتعرض لها كتاب مصر ومبدعوها وكانت حريصة دائما على أن تكون قريبة منهم..كان الأستاذ مصطفى أمين يقول: إن جيهان السادات هى الجانب الإنسانى فى حياة أنور السادات ورغم خلاف الأستاذ هيكل مع السادات كان يحمل لها تقديرا وإعزازا خاصا وهى بلا شك تستحق كل التقدير.. حمدا لله على السلامة مدام جيهان ومتعك الله بالصحة والعافية. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة