منذ فجر التاريخ ومصر فى قلب إفريقيا، ترتبط بها وتهتم بشئونها، وتفعل ما فى وسعها من أجل نهضة شعوبها وتقدم دولها فى إطار أرضية المصالح المشتركة واحترام خصوصية كل دولة .. وتحظى مصر بمكانة متميزة بين دول القارة، كما تلتزم على الدوام بسياسة خارجية تدفع فى اتجاه ترسيخ القيم المشتركة مع شعوب القارة والحفاظ على هوية وثقافة كل دولة، وتقديم الخبرات المتاحة للمساهمة فى تحقيق معدلات التنمية التى تضمن الاستقرار والتقدم. فى قلب كل إفريقى, مشاعر خاصة تجاه مصر، هذه المشاعر تولدت نتيجة المواقف التى ترتكز عليها مصر فى علاقاتها مع دول وشعوب القارة، ورسالتها عبر الزمن فى إعلاء منابر الثقافة والفكر والتنمية والمصالح التجارية المثمرة. رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى والتى ستبدأ غدا تأتى فى التوقيت المهم.. وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى مع بداية رئاسته الاتحاد الافريقى على تعزيز الاندماج الاقتصادى والتجارى بين التكتلات الإفريقية مثل الكوميسا وسادك وإياك، حيث يولى الرئيس أهمية قصوى لدور الاتحاد الإفريقى فى قيادة دول القارة الغنية الموارد نحو تعظيم الاستفادة من ثرواتها لمصلحة شعوبها ، وتعزيزالتعاون مع الدول الصناعية الكبري. الرئيس لم ينتظر حتى موعد رئاسة مصر للاتحاد الافريقى لكى يتحرك لمساندة دول القارة ودعم التعاون معها بل تحرك قبل هذا التاريخ بوقت طويل، من أجل إيجاد مجالات للتعاون بين دول القارة وتعزيز الاستثمارات والتجارة مع الدول الإفريقية من خلال مؤتمرات الاستثمار فى إفريقيا، التى عُقِدَت فى شرم الشيخ فى ديسمبر 2018 للعام الثالث على التوالى بمشاركته وعدد كبير من زعماء ورؤساء حكومات ووزراء الدول الإفريقية. التنمية الاقتصادية فى القارة من أهم الركائز التى توليها مصر أهمية خلال رئاستها وتعظيم الاستفادة من الشباب الإفريقى الذى يشكل ثروة حقيقية لدى الدول الإفريقية. إحصائيات وزارة الاستثمار والتعاون الدولى تشير إلى أن إجمالى الاستثمارات المصرية فى إفريقيا بلغت 10.2 مليار دولار بحلول نهاية 2018 فيما بلغ حجم الاستثمارات الإفريقية فى مصر نحو 2.8مليار دولار ما يعكس مؤشرات إيجابية على معدل النمو. هذا العام هو عام إفريقيا ومصر ستبذل كل الجهود من أجل زيادة مجالات التعاون مع دولها وتسريع معدلات الإنجاز خدمة للشعوب التى تنتظر دوما الأفضل . لمزيد من مقالات رأى الأهرام