دعم الاستثمارات بين الدول الإفريقية ودفعها إلى تحقيق التنمية الاقتصادية بينها، بالإضافة إلى آليات مضاعفة حركة التجارة أبرز توصيات منتدى إفريقيا هذا العام، حيث أكدت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، حرص الحكومة المصرية على تعزيز ودعم التعاون مع الدول الإفريقية، والذى يتم عبر التواصل مع مختلف الوزارات المُناظرة فى الدول الإفريقية. وقالت إن الفترة الحالية تشهد بدء التحرك الجاد نحو اتخاذ عدد من الإجراءات الهادفة إلى رفع معدلات التجارة البينية والاستثمار بين مختلف الدول الإفريقية لتعظيم الاستفادة من برامج الإصلاح الاقتصادي، أبرزها السعى نحو إطلاق صندوق لضمان مخاطر الاستثمار بالتعاون مع عدد من مؤسسات التمويل المختلفة وتعزيز عمليات الاستثمار فى مجال البنية الأساسية بما يدعم التجارة البينية بالإضافة إلى وضع خريطة لتعزيز التعاون الاستثمارى بين أسواق القارة. وأكد سامح شكرى وزير الخارجية تمتع القارة بالعديد من المقومات التى تسهم فى ارتفاع معدلات النمو الاقتصادى بما ينعكس على تحقيق التنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أن الالتزام الجماعى بين الدول بالاتفاقات المبرمة بينها يعد محورا رئيسيا لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستثمارات البينية الإفريقية وتحقيق «أجندة إفريقيا 2063» للتنمية، وذلك لتحقيق مزيد من التقدم، مؤكدا ضرورة الاستمرار فى الاستثمار بالبنية الاساسية فى القارة والاستثمارات البينية بين البلدان الإفريقية بعضها البعض لتحقيق التنمية المستدامة. هذا، وأشار وزير الخارجية إلى أن مصر تتطلع خلال فترة رئاستها للاتحاد الإفريقى خلال العام المقبل، لدخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية حيز النفاذ لاسيما بعد توقيع 49 دولة إفريقية عليها فى مارس 2018، مما يجعلها واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة فى العالم، بحيث تسهم فى تطوير بنيان الاندماج الاقتصادى الإقليمى وتيسر جهود رفع كفاءة ريادة الأعمال فى القارة وتتيح مجالات أكبر للتجارة والاستثمار بهدف إيجاد وظائف لملايين الشباب الإفريقي. ومن جانبه قال سيدى ولد التاه، مدير عام المصرف العربى للتنمية الاقتصادية فى افريقيا،أن الاستثمار فى القارة يواجه عددا من التحديات أبرزها ضعف البنية التحتية والتى تتطلب مزيدا من الاستثمارات بالإضافة الى تطوير منظومة الطاقة فى ظل ضعف معدلات إنتاج الطاقة فى القارة والتى تمثل 3% فقط من المعدلات العالمية. وأوضح أن مبادرة البنك الافريقى للتنمية خلقت محورا يجمع عددا كبيرا من مؤسسات التمويل لتوحيد الجهود من أجل تعزيز الاستثمار فى إفريقيا، ومناقشة فعالة ومباشرة للتحديات التى تعيق الاستثمار فى القارة ودعم مختلف المشروعات التنموية بأسواق القارة. ومن جانبه قال بنديكت أوراما، رئيس البنك الإفريقى للتصدير والاستيراد، إن القارة الإفريقية تعانى من ضعف معدلات التجارة البينية وتوافر البنية التحتية القوية، موضحا أن متطلبات الاستثمار الأجنبى يرتكز على عدة محاور لدخول الأسواق الجديدة أبرزها توفر البنية التحتية اللازمة لضمان نجاح الاستثمارات واجراء التوسعات المستهدفة. وأضاف بنديكت أوراما، أنه من المقرر مشاركة أكثر من ألف عارض إفريقى ضمن المعرض الإفريقى الأول للتجارة البينية المقرر عقده خلال الفترة من 11 إلى 17 ديسمبر بالقاهرة. واستعرض فيليب اتس لو هورو، المدير التنفيذى الأول لمؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولى خطة مؤسسته للقارة الإفريقية، مؤكدا أهمية فعاليات منتدى إفريقيا 2018 لدعم الاستثمارات فى القارة. كما أضاف أن البنك الدولى يعمل على دعم مشروعات القطاع الخاص فضلا عن مواصلة العمل مع المشروعات الحكومية، إلى جانب التوسع فى تمويل مشروعات ريادة الأعمال. وأوضح السير سوما شاكر ابارتي، رئيس البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية أن إجمالى استثمارات البنك فى القارة الإفريقية تقدر بنحو 8.2 مليار دولار، استحوذت مصر على 4.5 مليار دولار من تلك الاستثمارات. وأضاف أن البنك يبحث التوسع بالأسواق الناشئة، مشيدا بخطوات مصر فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادى والهيكلى والذى دعم القطاع الخاص بصورة كبيرة، مشيرا الى ضرورة التعاون بين مختلف الآسواق الافريقية لدعم الأهداف المشتركة بين الدول وتعزيز حجم التجارة بين الاسواق. ومن جانبه أوضح فيرنر هوير، رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، أن القارة الإفريقية لديها فرص استثمارية كبيرة على صعيد التجارة البينية والعالمية أيضا، مستشهدا فى هذا الإطار بالتجربة الأوروبية، حيث نجح الاتحاد الأوروبى من خلال السوق المشتركة فى فتح مجالات عديدة، وبالتالى على دول الاتحاد الإفريقى التعاون فيما بينهما لإنشاء سوق مشتركة للقارة. وأكد جين لى تشون، رئيس البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، أن تطوير القارة الإفريقية يتطلب إيلاء أولوية للتعليم، موضحا أن افريقيا تحظى بمستقبل كبير يتطلب التعاون مع باقى القارات لتحقيق التنمية المستدامة فى مختلف الأسواق. وأوضح أن البنك يتعامل مع 87 عضوا على مستوى العالم، منهم 4 فقط بالقارة الإفريقية بالإضافة الى عضوين محتملين، مشيرا الى استعداد البنك التوسع فى تعزيز التعاون مع باقى الأسواق، خاصة أن استراتيجية البنك لا ترتكز على الاسواق الآسيوية فقط بل تمتد إلى أسواق خارجية والتعاون بين القطاعين العام والخاص. كما كشف جين لى تشون، عن حصول مصر على تمويل من البنك لمشروعات توليد طاقة من الألواح الفردية بقدرات 94 ميجا وات، بالإضافة الى مشروعات للصرف الصحي.