اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات للمقاطعة وتحولت الأرقام البسيطة إلى حشود بالآلاف ولا احد يعرف إلى أين تنتهى كل هذه الدعوات لأن كل طرف يتمسك برأيه ولا يتراجع.. انطلقت فى البداية دعوة لمقاطعة شراء السيارات تحت شعار «خليها تصدى»ومازالت الدعوى تسرى بين أصحاب المواقع خاصة أن التجار مازالوا حتى الآن يصرون على عدم التراجع..هناك بعض أنواع السيارات التى هبطت أسعارها خاصة الأنواع الفاخرة وبعضها خفض أسعاره بمبالغ كبيرة تجاوزت 500 ألف جنيه للسيارة الواحدة لأن ثمنها الحقيقي أكثر من 2مليون جنيه ومازالت المواجهة بين المواطنين الذين يقودون حملة المقاطعة ويزداد عددهم كل يوم.. وفى الوقت الذى لم تهدأ فيه دعوة مقاطعة شراء السيارات انطلق شعار أخر على مواقع التواصل الاجتماعي يدعو لمقاطعة الزواج أمام ارتفاع تكاليف وأعباء الزواج وقد حملت هذه الدعوة شعارا غريبا «خليها تعنس» وهو لفظ تنقصه أشياء كثيرة ويسئ للملايين من بناتنا فى سن الزواج وإذا كانت الدعوة إلى مراعاة ظروف الشباب القادمين على الزواج إلا أن الشعار لم يكن موفقا.. على جانب أخر انطلقت دعوة ثالثة لمقاطعة اللحوم أمام ارتفاع الأسعار وقد حملت هذه الدعوة شعار «خليها تعفن» وهو تهديد صريح للجزارين بإعادة النظر فى أسعار اللحوم التى تجاوزت كل الحدود ومازالت جميع الأطراف تصر على مواقفها سواء فى عالم السيارات أو قضايا الزواج أو اللحوم.. وفى يوم من الأيام حين ارتفعت أسعار السلع فى نهاية السبعينيات لم يتردد الزعيم الراحل أنور السادات فى أن يطالب المواطنين بمقاطعة شراء السلع..وفى الدول المتقدمة توجد جمعيات حماية المستهلك وهى تتدخل عادة بين البائع والمستهلك ومن حقها أن تفرض عقوبات على التجار وتنصح المواطنين بالمقاطعة.. نحن أمام اختبار حقيقي للمجتمع المدنى ورواد مواقع التواصل الاجتماعي هل تستطيع هذه الحشود أن توقف حمى ارتفاع الأسعار ووضع ضوابط معقولة لشروط الزواج فى المهر والشبكة والصالونات وغرف النوم وهل يمكن أن يتوقف المصريون عن شراء اللحوم حتى تعود الأسعار إلى مدارها الصحيح انه اختبار يمكن أن ينجح ويمكن أيضا أن يفشل إذا أصر كل طرف على موقفه.. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة