التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان، لكنه حجر عثرة أمام معظم دول العالم العربي فى سبيل اللحاق بركب الدول المتقدمة، حيث يعاني الكثافة الطلابية داخل الفصول، ومشكلات البنية التحتية للمدارس وأوضاع متردية للمعلمين ماديا ومهنيا، وافتقار المناهج إلى تنمية القدرات بناء على الشخصية والهوية والشعور بالانتماء، ووفقا للتقارير الواردة في العدد الجديد من دورية "آفاق عربية"، التي تصدرها الهيئة العامة للاستعلامات وتوزعها بالمجان في معرض الكتاب، وتناقش فيها قضية التعليم في الوطن العربي تعد نسبة الأمية في الدول العربية من أعلى النسب في العالم، حيث يبلغ عدد الأميين إلى 75 مليون نسمة، بنسبة تصل إلى 20% من إجمالي سكان الدول العربية. مؤشر دافوس لجودة التعليم العالمي، الصادر عن المنتدي الاقتصادي العالمي ل140 من دول العالم، يبرهن للأسف على تدنى مستوى التعليم في أغلب دول الوطن العربي بمجيء سنغافورة فى المرتبة الأولى عالميا، ثم سويسرا ﻭﻓﻨﻠﻨﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻭﻗﻄﺮ ﺭﺍﺑﻌﺎً، ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ 18، ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﺑﺎﻟﺪﺍﻧﻤﺎﺭﻙ ﻭﻣﺘﺒﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﻳﺪ، وﺻﻨﻔﺖ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ 20، ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ 22، ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ 31 ﻣﺘﺒﻮﻋﺔ ﺑﺄﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ، ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻠﺖ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ 47، ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮتبة ال95، وﺩﻭﻟﺔ ﻗﻄﺮ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺮﺑﻴﺎ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ، ﺗﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ العربية ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ 25، ﺛﻢ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ 33، ﻓﺎﻷﺭﺩﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ 45 ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ 54 ﻣﻦ ﺑﻴﻦ 140 ﺩﻭﻟﺔ ﺷﻤﻠﻬﺎ ﻣﺆﺷﺮ ﺍﻟﺠﻮﺩﺓ. أما نحن مصر فسجلنا ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ 139، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮ ولا تعليق!. أما ﻟﻴﺒﻴﺎ والسودان ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ خارج التصنيف، حيث إﻧﻬﺎ ﺩﻭﻝ ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴها ﺃﺑﺴﻂ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺠﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ. من حسن الحظ أن مصر جاءت في المرتبة ال139 قبل أن تحدث مهزلة واقعة تسريب الامتحان التجريبي لأولى ثانوي القائمة على نظام الكتاب المفتوح والتي لا يفهمها لا مسئول تعليمي ولا مدرس ولا حتى طالب حتى يجيد الإجابة عنها، والحمد لله أن نتيجة التنصيف لمصر خرجت قبل واقعة التوك توك فى بني سويف، الذي تبرع بالخروج مجانا من أجل البحث عن أوراق إجابات امتحانات الإعدادية الأحد الماضي، التي ضاعت في أثناء نقلها علي موتوسيكل معلنا عن مكافأة 5000 جنيه لمن يجدها، ليخرج علينا مسئول الوزارة رضا حجازي ويقول "حاجة تكسف" وأن الموضوع تحول للنيابة، وأن حقوق طلبة لجنة مدرسة "بدر الكبرى" الإعدادية رقم 254 قرية تلت التابعة لإدارة الفشن التعليمية محفوظة بالكامل!، وهنا نتأكد أن رقم 139 في التصنيف لا يظلم مصر. [email protected] لمزيد من مقالات سعاد طنطاوى