وصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور سيف الدين عبد الفتاح تقرير مؤشر جودة التعليم العالمي بالنسبة للدول العربية بأنه "تقرير مرير وخطير". وأضاف عبد الفتاح، في برنامج "الواقع العربي" على فضائية "الجزيرة"، أن حالة شديدة العجب والغرابة تسود المنظومة التعليمية في الدول العربية الاستبدادية، مشيرا إلى أن مصر مثلا جاءت في ذيل القائمة واحتلت المركز قبل الأخير، وأنهم في مصر يحتفون بالعقول المهاجرة لكنهم لا يفكرون في أنهم هم من طردوهم وهجّروهم. وقال إن العملية التعليمية ترتبط بأستاذ وطالب ومناهج تربوية وتعليمية ذات محتوى قيم لبناء العقول النيرة، لكن في النظم المستبدة تسود عقلية القطيع وتقوم العملية التعليمية على الحفظ والتلقين لا الإبداع، وهي عملية مقصودة ومتعمدة من هذه النظم، حسب "مفكرة الإسلام". وأشار أن الخطر جاء عندما تحولت الجامعات في بعض الدول العربية إلى "ثكنات عسكرية" وتدنت ميزانية البحث العلمي، مشيرا إلى أن المشكلة هي أن التعليم يتطلب حرية وإنفاقا ومحوا للأمية وليس السير نحو الأمية، وهذا ما تفعله الأنظمة المستبدة. وكانت أغلب الدول العربية قد نالت ،في مؤشر جودة التعليم العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، مراتب متدنية في التصنيف. وصنّف التقرير المملكة العربية السعودية في المرتبة 54 من بين 140 دولة شملها مؤشر الجودة، وضعت سنغافورة على القمة وقطر رابعاً. وتبوأت سنغافورة المركز الأول بالتقرير العالمي متبوعة بسويسرا وفنلندا في المرتبة الثالثة، وقطر رابعاً، فيما جاءت غينيا في ذيل القائمة باحتلالها الرتبة 140، مسبوقة بكل من مصر، التي احتلت المرتبة 139، والباراغواي في المرتبة 138. وعلى مستوى الدول العربية، احتلت دول الخليج العربي المراتب الأولى عربياً؛ حيث تبوأت دولة قطر المرتبة الأولى عربياً والرابعة عالمياً، تلتها الإمارات العربية المتحدة في المرتبة العاشرة ولبنان في المرتبة 25 ثم البحرين في المرتبة 33، فالأردن في المرتبة 45 عالمياً. المرتبة التي احتلتها الجزائر لم تكن أفضل حالاً من المغرب، حيث جعلها الترتيب أسفل القائمة محتلة المرتبة 119، فيما حلت تونس في المرتبة 84، وموريتانيا في المرتبة 134، وسقطت ليبيا من الترتيب. وجاءت الولاياتالمتحدةالأمريكية في المرتبة 18، مسبوقة بالدنمارك ومتبوعة بالسويد، فيما صُنفت ألمانيا في المرتبة 20، وجاءت فرنسا في المرتبة 22، واليابان 31 متبوعة بأستراليا، فيما حلت إسبانيا في المرتبة 47، وجاءت تركيا برقم 5.