في الوقت الذي وصل إجمالي عدد السجون التي شيّدت أو صدر بها أوامر من "السيسي" بالبناء منذ الانقلاب وحتى اليوم 18 سجنا جديدا، بخلاف غير المئات من أماكن الاحتجاز السرية، دعا وزير التعليم العالى في "حكومة الانقلاب لفتح باب التقدم لإنشاء جامعات خاصة جديدة اعتبارا من يوم غد الآربعاء. وهو ما اعتبره المتخصصون في مجال التعليم عنوانا جديدا في فشل حكم العسكر في توفير تعليم جامعي حكومي جيد، تطبيقا لمقولة سفيه الانقلاب "السيسي": "ويعمل إيه التعليم في وطن ضائع"، ولكن السجون التي أمر بتشييدها هي التي ستفعل ولا تحتاج إلى اجتماع. كارثة تعليمية ودعا وزير التعليم العالي في "حكومة" الانقلاب إلى إنشاء الجامعة الخاصة الجديدة لتضاف إلى رصيد نحو 21 جامعة خاصة ونحو 145 من المعاهد والكليات الخاصة في مصر، والتي تستوعب حسب إحصائية الجهاز المركزي للإحصاء نحو 80 ألف طالب. وتشير الإحصاءات إلى انخفاض عدد طلاب الجامعات الخاصة بنسبة 25%، فيما انخفض عدد طلاب الجامعات في عام واحد بنسبة 4.3%. فوفق تقرير الجهاز المركزي المصري للإحصاء، انخفض عدد الطلاب المقيدين في الجامعات الخاصة من 111602 طالب عام 2013-2014 إلى 83423 طالبا عام 2014-2015 بنسبة انخفاض بلغت 25.3%. وفي الوقت الذي يبلغ فيه عدد خريجى كليات الهندسة بالجامعات الحكومية 10 آلاف خريج، أما الجامعات والمعاهد الخاصة والبالغ عددها 25 فيتخرج منها سنويًا 25 ألف طالب، الأمر الذى تراه نقابة المهندسين كارثة تؤثر على مستوى المهنة، فالكثير من المهندسين لا يجدون عملاً بالسوق المحلية، الأمر الذى يدفع الكثيرين للبحث عن وظائف أخرى. جامعات البيزنس الفضائح التي نشرتها الصحف في السنوات الأخيرة من عواقب التعليم الخاص المدفوع مقدما كثيرة.. فلا وجود لأي اتفاقات دولية مع الجامعات الأجنبية كجامعة ويلز البريطانية، فضلا عن حصول بعضها على أموال المصروفات بالجنيه الإسترليني، ومعهد آخر يقبل 700 طالب ولا يضم إلا عضو تدريس واحدًا.. وآخر يقبل 1800 وطاقته 900 فقط.. يحدث هذا فى ظل ضعف الرقابة وغياب القانون الذى حوَّلا معظم المعاهد والجامعات إلى «دكاكين» تصدر شهادات عليا! فضلا عن إمكانية إلتحاق الطلاب الحاصلون على مجاميع ما بين 50٪ و80٪ في كليات مثل الطب والهندسة والإعلام والنظم والتجارة في مقابل زيادة الرسوم الدراسية بدرجة كبيرة لتصل إلى ما يقرب من 70 ألف جنيه كمصروفات وقال أحد الأكاديمين د.فتحي حسين في مقال له عن مساوئ التعليم الخاص، إن 98٪ من الحالات ومحاضر الغش بين طلاب الجامعات والمعاهد الخاصة والتي عرفها الطالب من خلال الدروس الخصوصية المنتشرة في الجامعات الخاصة بشكل مشبوه للغاية، وتقوم بإعدادها مكتبات متخصصة منتشرة حول الجامعات بسعر 200 جنيه لعدة وريقات صغيرات، وتنتشر مراكز الدروس الخصوصية حول الجامعات الخاصة بشكل كثيف وتحت سمع وبصر هذه الجامعات دون أن يتدخل أحد لغلقها.. بل تدعمها وتقسم الأرباح معها. وقال إن الطلاب العرب من أكثر رواد هذه المراكز الذين يحضرون قبيل الامتحان النهائي بأيام أو بيوم، ولا يعرفون شيئا عن المواد الدراسية بالطبع، ثم يتعاقدون مع هذه المراكز للدروس الخصوصية التي يحاضر فيها أساتذة من الجامعات الخاصة والمعاهد.. هذا علاوة على إجبار الطلاب على شراء كتب وملازم ورقية بسعر 90 أو 100 جنيه للكتاب أو الملزمة التي لا تتعدى صفحاتها ال20 ورقة! مصر قبل الأخيرة ﻛﺸﻒ ﻣﺆﺷﺮ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ حصول مصر على ترتيب 134 من بين 138 دولة في جودة التعليم والتدريب، من مؤشر التنافسية العالمية لعام 2016-2017. ووفق ﻣﺆﺷﺮ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ ﺩﺍﻓﻮﺱ حلت مصر في ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ 139، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮ في الوقت الذي تقدمت فيه سنغافورة إلى المرتبة ألولى عالميا، وقطر ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ الرابعة عالميا، في الوقت الذي ﺣﻠﺖ فيه ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ 18. وفي اجتماع اليوم تجاهل الوزير كل هذه الأرقام والإحصاءات المسجلة بين يديه وأعاد طلب "اتفاقيات التوأمة بين الجامعات الخاصة والأهلية والجامعات الدولية لمراجعتها"، إصافة لطلبه "الخطة المستقبلية لتوسيع دائرة التوأمة مع هذه الجامعات". وصولا إلى طلبة "دراسة التخصصات العلمية والبرامج المطلوبة بالجامعات الخاصة والأهلية الجديدة وفقا لأولويات خطة الدولة فى المرحلة القادمة وكذلك احتياجات سوق العمل. جدير بالذكر أن 8 دول في العالم -بينها تركيا، وفقًا لتقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية- لديها أنظمة جامعية مجانية أو بلا تكلفة. فضلا عن أنه خلال السنوات 25 الماضية بلغت أعداد الجامعات الخاصة في المنطقة العربية حيث أصبحت تمثل 40% من عدد الجامعات فيها. ولذلك ينصح أحمد الشناوي -الباحث والمدون- أن يوفر الطلاب أموالهم على تعليم لا جدوى منه قائلا: "لو انت ناوي تدخل جامعة خاصة في مصر فالأفضل توفر فلوسك وتسافر تدرس في أي جامعة برة هتبقى بنفس تكلفة الدراسة في جامعة خاصة في مصر أو أقل.. وهتكتسب خبرات وثقافة شعب تاني.. وهيبقى عندك فرص ومعرفة أفضل".