يوم عرفة أو وقفة عرفات، هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو من أعظم أيام الله على الإطلاق، حيث يقف فيه الحُجّاج على صعيد عرفات، الذي يعد أهم ركن من أركان الحج، وفيه تفيض الرحمات وتُغفر الذنوب وتُستجاب الدعوات. ويُعد صيام يوم عرفة لغير الحجاج، فرصة عظيمة للتقرب إلى الله، وقد وردت فيه أحاديث كثيرة تُظهر فضله ومكانته.
فضل صيام يوم عرفة ورد في صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صيام يوم عرفة، فقال:"يُكفّر السنة الماضية والباقية". ويدل هذا الحديث على عظيم فضل هذا اليوم، إذ إن الله عز وجل يجزي الصائم فيه بتكفير ذنوب عامين، عام مضى وعام قادم، وهي نعمة عظيمة لمن يرجو رحمة الله. ويُعدّ صيام يوم عرفة من أفضل الأعمال الصالحة التي يُستحب للمسلم الإكثار منها في العشر الأوائل من ذي الحجة، وهي أيام أقسم الله بها في قوله تعالى: "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ" [الفجر: 1-2]. كما أن يوم عرفة هو يوم العتق من النار، كما جاء في الحديث: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة" [رواه مسلم]، فالصائم في هذا اليوم يطمع في أن يكون من هؤلاء المعتوقين، ويُضاعف له الأجر والثواب.
حكم صيام يوم عرفة اتفق جمهور العلماء على استحباب صيام يوم عرفة لغير الحُجّاج، لما ورد في الأحاديث الصحيحة من فضله وأجره العظيم، أما الحُجّاج الواقفون بعرفة، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصمه، فقد رُوي عن أم الفضل أنها أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشراب وهو واقف بعرفة فشربه، ليُظهر للناس أنه لا يصوم هذا اليوم وهو في الحج. وقد علل العلماء ذلك بأن الصيام قد يُضعف الحاج عن أداء المناسك، ولا شك أن الوقوف بعرفة والدعاء والتضرع إلى الله أفضل من الصيام إذا تعارض الاثنان.
متى يبدأ صيام عرفة ومتى يُنوى؟ يبدأ صيام يوم عرفة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويُستحب أن تُعقد النية من الليل، لكن لو نواها أثناء النهار قبل الزوال ولم يكن قد أكل أو شرب، فقد صحّ الصيام عند جمهور العلماء.