تحرك جيريمى كوربين زعيم حزب العمال البريطانى المعارض خطوة باتجاه تمهيد الطريق أمام استفتاء ثان حول عضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى عبر محاولة استغلال مجلس العموم، وذلك بعد فشل تيريزا ماى رئيسة الحكومة فى تمرير خطتها للخروج البريطانى من الاتحاد «البريكست». واقترح كوربين، زعيم أبرز أحزاب المعارضة، أن يمنح النواب فرصة للتصويت حول إمكان إجراء استفتاء ثان، وذلك فى إطار سلسلة حلول مقترحة لتجنب الخروج من الاتحاد الأوروبى «دون اتفاق». وطرح العمال تعديلاً برلمانيا، يطلب من الوزراء أن يسمحوا لمجلس العموم بمناقشة السبل الممكنة لتفادى بريكست بدون اتفاق عند حلول موعد الخروج فى مارس المقبل. وتتضمن المقترحات احتمال أن تعيد ماى التفاوض على اتفاق الخروج، لإدخال بند اتحاد جمركى جديد بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبناء «علاقة قوية» مع السوق الموحدة الأوروبية.وتتضمن التعديلات أيضا اقتراح «إقرار تصويت شعبى على الاتفاق أو المقترحات». ويدعم غالبية النواب هذا المقترح. ورفض النواب بأغلبية ساحقة الأسبوع الماضى الاتفاق الذى طرحته ماي، لكن رئيسة الوزراء لا تزال مقتنعة أنها قادرة على إنقاذه ووعدت بأن تعيد التفاوض مع بروكسل للحصول على مزيد من التنازلات من الجانب الأوروبي، فى محاولة منها لإقناع المنتقدين.ورحّب الداعمون لوضع حدّ لبريكست بشكل نهائي، بفكرة تداول مقترح الدعوة لاستفتاء ثان.ورأى النائب العمالى ديفيد لامى أنها «خطوة هائلة إلى الأمام أن يعترف حزبى من خلال تعديل برلمانى وللمرة الأولى بأن الطريق الوحيد للمضى قدما هو تصويت شعبى آخر».ومن جهة أخري، طالب سامى ويلسون المنتمى للحزب الديمقراطى الوحدوى الإيرلندى رئيسة الوزراء البريطانية بإدخال تغييرات على اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، الذى توصلت إليه مع زعماء التكتل، لتقديم تأكيدات ملزمة قانونا بشأن ترتيبات الحدود الإيرلندية.وقالت ماى إنها ستسعى للحصول على مزيد من التنازلات من التكتل لتهدئة المخاوف بشأن ترتيبات الحدود الآيرلندية.غير أن الاتحاد الأوروبى استبعد القيام بأى تغييرات على الاتفاق الذى أبرمه مع ماى ورفضه النواب البريطانيون بشدة الأسبوع الماضي. ومن جهة أخري، وقعت نيوزيلندا وبريطانيا اتفاقات تضمن استمرار تدفق التجارة بين البلدين بعد البريكست.وفى برلين، قالت كاترينا بارلى وزيرة العدل الألمانية إنها تشعر بخيبة أمل إزاء خطة رئيسة الوزراء البريطانية، لكسر الجمود الذى يعترى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واقترحت إجراء استفتاء آخر.