بعد نجاتها من تصويت بحجب الثقة عن حكومتها، بدأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى مشاورات مع قادة الأحزاب السياسية فى البلاد لإنقاذ خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «بريكست»، التى رفضها مجلس العموم البريطانى بأغلبية ساحقة. والتقت ماى بنيكولا ستورجين زعيمة الحزب القومى الاسكتلندى، وفينس كيبل زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين، فضلا عن كارولين لوكيس زعيمة حزب الخضر، فيما رفض جيرمى كوربين زعيم حزب العمال لقاء ماى قبل أن تعلن صراحة إلغائها سيناريو الخروج من الاتحاد الأوروبى «بدون اتفاق». وقال كوربين إنه لن يتفاوض مع ماي»تحت تهديد السلاح»، مشيراً إلى أن ماى «تحاصر» البرلمان بين خيارين فقط، إما خطتها للبريكست، أو الخروج بدون اتفاق، وهو سيناريو كارثى على الاقتصاد البريطانى والعالمي. واستقبلت أحزاب المعارضة البريطانية لقاءها بماى بتحضير لائحة بمطالبها من أجل التعاون مع رئيسة الورزاء، من بينها مناقشة تأجيل البريكست إلى ما بعد 29 مارس المقبل، واستبعاد أى إمكانية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بدون اتفاق. ومدت ماى يدها إلى معارضيها بعد فوزها بغالبية ضئيلة فى تصويت سحب الثقة من حكومتها، حيث حظت بدعم 325 نائبا، مقابل اعتراض 306. وقالت ماى للنواب عقب التصويت « إن هذا المجلس وضع ثقته فى هذه الحكومة»، مؤكدة أنها على استعداد «للعمل مع أى عضو لتنفيذ البريكست وضمان احتفاظ المجلس بثقة الشعب البريطاني». وأضافت «سأواصل العمل لتحقيق الوعد القوى الذى قطعناه لشعب هذه البلاد بتنفيذ نتائج الاستفتاء والخروج من الاتحاد الأوروبي، وأعتقد أن هذا واجب كل عضو فى هذا المجلس». وتعد تلك المرة الأولى التى يتم بها طرح الثقة فى حكومة بريطانية داخل مجلس العموم منذ نحو 26 عاما، لكن الخطوة حركتها المعارضة برئاسة كوربين بعد الهزيمة الثقيلة التى منيت بها خطة ماى للبريكست الثلاثاء الماضي، والتى اعتبرت غير مسبوقة بالنسبة لرئيس حكومة فى تاريخ البلاد السياسى الحديث. وتواجه ماى مجموعة من الخيارات الصعبة، فإما أن تقترح «خطة بديلة» بحلول الإثنين المقبل على أن يتم التصويت عليها فى 29 يناير الحالي، أو أن تحاول مجددا التفاوض مع قادة الاتحاد الأوروبي، ولكن بعد التخلى عن خطوطها الحمراء، خاصة أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ألمحت إلى أنه»لايزال هناك وقت للتفاوض»، داعية ماى إلى تقديم اقتراحات.أما الحل الأخير، فهو أن تطالب ماى بإرجاء موعد البريكست المقرر فى 29 مارس المقبل، وهو الأمر الذى ترفضه بقوة حتى الآن.