كتبنا من قبل عن حالة من الخوف والهلع من المستقبل تنتاب العاملين فى المؤسسات الصحفية الحكومية إزاء ما تحمله الأيام القادمة من تحولات يخشون أن تعصف بوظائفهم ومورد رزقهم، وبدأت ملامح قسوة هذا الواقع منذ أعوام قليلة مع استفحال حالة التعثر المالى للمؤسسات سواء بسبب التعثر الإدارى أو التقلبات الإقتصادية فى البلاد أو التضييق على قدرة هذه المؤسسات على تعويض خسائرها من طباعة الصحف وتراجع التوزيع عبر التوسع فى مدخلات الإعلان والرعاية. البعض يطرح تساؤلا يهدف به استجلاء النهاية الحتمية لتلك المؤسسات،هل مطلوب استمرار تلك المؤسسات التى لطالما حملت طوال عقود طويلة مشاعل التنوير وحظت برعاية الدولة أم التضحية بها والتخلص من أعبائها؟ لن أدخل فى مناقشات متعمقة ربما سبقنا إليها البعض عن تفاصيل الإصلاحات الإدارية التى تحتاجها تلك المؤسسات أو تطوير المحتوى الذى تقدمه الصحافة الورقية كى تنافس الصحافة الإلكترونية ،وإعادة جذب من انصرفوا عنها بحكم طغيان أجهزة المحمول الذكية التى تقدم كل ثانية خبرا جديدا تعجز عن ملاحقته الصحافة الورقية ،لكن كونى أحد المنتمين للوسط الصحفى عايشت بين جدرانه طوال 26 عاما تحولات دراماتيكية عاشتها صاحبة الجلالة ما بين أيام الفخر والمجد حتى زمن الإنكسار والدموع، أرى أن إنقاذ تلك المؤسسات لا يجب أن يخرج عن المسارين التاليين: أولا إسقاط كافة ديون المؤسسات الصحفية لأنه لاطاقة لها بدفعها ولا حتى جدولتها لأن فى الأمر ظلما كبيرا مرجعه قيادات سابقة تسببت فى تراكم تلك الديون ،والإصرار على غير ذلك يعنى إغلاق تلك المؤسسات. ثانيا أن تحظى القيادات الصحفية بدعم حكومى واسع يطلق قبضتها مع مجالس الإدارات والجمعيات العمومية فى إرساء قواعد العدل بين العاملين، والضرب بيد من حديد على المتقاعسين أيا من كانوا من يكتفون بتسجيل الحضور ثم الإنصراف للنضال على مواقع التواصل لابتزاز المسئولين ثم المزاحمة فى طوابير الحوافز بلا أى وازع من ضمير وهم يتساوون مع من يفنون عمرهم بالعمل لإنقاذ مؤسساتهم لا توقفهم متأخرات حقوق من شهور طويلة حرمهم منها من يمتصون أخر دماء متبقية بكل تبجح. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين