(همهمات وأحاديث جانبية وأحزان تحملها سطور مكتوبة بالدموع فى مواقع التواصل الاجتماعي) تعبر عن حالة غير مسبوقة من الرعب والقلق لدى أصحابها إزاء ما تحمله الأيام المقبلة من تحولات يخشون أن تعصف بوظائفهم ومورد رزقهم ومستقبلهم. هذا هو حال العاملين فى المؤسسات الصحفية، فى صالات التحرير والمكاتب والمطابع والمخازن والجراجات وغيرها من مواقع العمل بتلك المؤسسات القومية التى تحمل منذ عقود طويلة مشاعل الثقافة والتنوير ليس فى مصر وحدها بل إلى العالم المحيط، تمثل القوى الناعمة المصرية خير تمثيل، ولطالما كانت حصان طروادة فى اختراق الثقافة المصرية الخاصة لحدود الإقليمية والعالمية وهو ما جعل من تلك المؤسسات كنزا ثمينا يحظى برعاية الدولة المصرية لما تقوم به من دور فاعل فى حماية الأمن القومى واستقرار الحكم. ولأن دوام الحال من المحال، فقد توارت لدى العاملين بالمؤسسات الصحفية الشكاوى من ضيق الحال وعدم قدرة رواتبهم الهزيلة على مقاومة تغول الأسعار، وتراجعت حدة استفساراتهم عن موعد صرف المستحقات المتأخرة التى قد يطول تأجيلها لشهور طويلة بسبب الأزمة المالية التى ألمت بتلك المؤسسات، ليتصدر الأحاديث العلنية مستقبل المهنة نفسها، حيث لم يعد السؤال: هل تختفى الصحافة الورقية؟ بل أصبح: متى تختفى ؟! لن ندخل فى مناقشات متعمقة ربما سبقنا إليها البعض عن تفاصيل الإصلاحات الإدارية التى تحتاجها تلك المؤسسات أو تطوير المحتوى والمنتج الذى تقدمه الصحافة الورقية القومية كى تنافس الصحافة الإليكترونية، أو المطلوب لإعادة جذب من انصرفوا عنها بحكم طغيان أجهزة المحمول الذكية التى تقدم كل ثانية خبرا جديدا تعجز عن ملاحقته الصحافة الورقية. وبالرغم من عدم وضوح الآلية التى ستنتهجها الدولة فى التعامل بشكل واقعى مع أزمة الصحافة القومية والتى ربما ستظهر ملامحها مع التغييرات القادمة للقيادات الصحفية، لا يساورنى أدنى شك بأن الصحافة الورقية ستستمر بلمسات تطوير مسئولة متعقلة تستهدف إعادة نفوذها والحفاظ على مصالح العاملين فيها لأن بناء الدولة الحديثة بقواعد ديمقراطية راسخة لايتحمل رفاهية الاستغناء عن الصحافة القومية الورقية، ولا تحدثنى عنما حدث فى أمريكا وبريطانيا ولكن تذكر نسبة الفقر والأمية فى بلادنا!. [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين