أنت مهموم طوال الوقت بتوفير احتياجات أسرتك،تترقب بخوف شديد ما يتردد عن موجة جديدة من الارتفاع لأسعار السلع الرئيسية والخدمات فى العام الجديد،كما أنك لا تتوقف عن المتابعة الدقيقة لما يتم تداوله من توقعات عن انخفاض قادم لأسعار السيارات، وربما تحظى تلك القضية باهتمام أكبر من جانبك يتوارى بجانبها اهتمامك بالمأكل والمشرب،المهم أنك مستنزف دائما جهدا ووقتا وذهنا،تسعى للحفاظ على توازنك وآدميتك وسط أتون الضغوط والمطالب اليومية،لكن هيهات ! يبقى السؤال.. هل منحت نفسك فرصة لالتقاط الأنفاس وتوسيع دائرة اهتماماتك ومخاوفك لتتجاوز النظر تحت قدميك ومحاولة استشراف ما سيحمله المستقبل؟ فبعد أن تجاوزت مظاهر التحول فى سير الحياة اليومية لملايين الأسر حول العالم خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الطفرة التكنولوجية ما تحقق طوال عقود طويلة مضت،هل أنت مؤهل لاستيعاب ما سيطرأ على حياتك وحياة أسرتك خلال 10 سنوات من الآن من تغييرات دراماتيكية وتحولات فاصلة ستعصف بالتقليدية التى تسير بها حياتك حاليا؟ معظمنا ينتهج المثل الشعبى الشهير «عيشنى النهارده وموتنى بكره»، فنحاول أن ننغمس بشكل أكبر فى تفاصيل يومية تشغلنا عن التفكير فيما سيأتى به القادم المخيف،فهل كنت تتوقع مثلا أن يظهر «روبوت» قد يغنى الشريك عنك فى بث العواطف والأشواق،وهل كان خيالك يصل لدرجة تصور استخدام هاتفك الذكى ليس فقط لإجراء اتصالات مع أبعد نقاط فى الكوكب، ولكن لإدارة شئون حياتك كمتابعة حساباتك البنكية ودفع فواتيرك وغيرها من التطبيقات التى أغنتك عن ذل الطوابير والازدحام. الجديد الذى حملته ندوة عقدت بالإسكندرية أخيرا أنه بحلول 2030 سيختفى المحمول وستظهر بدلا منه أجهزة أكثر ذكاءً تمكن البشر من التفاعل مع بعضهم البعض دون الحاجة إلى الكلام والاكتفاء بقراءة أفكار الطرف الآخر ! الجانب المظلم من استشراف المستقبل أنه بعد 12 عاما ستختفى 90 % من الوظائف الحالية،أى لن يكون الصحفيون وحدهم ضحايا التكنولوجيا حيث ستظهر وظائف جديدة تليق بذروة العاصفة الإلكترونية القادمة،فهل نحن جاهزون لها؟ لقد أخذنا حظنا من الحياة،لكن ماذا عن الأبناء،كيف سيواجهون المستقبل دون تعليم يليق بتحدى القادم؟ [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين